زواج الكفؤ.. النور من النور

السبت 2 يوليو 2022 - 06:37 بتوقيت غرينتش
زواج الكفؤ.. النور من النور

أهل البيت-الكوثر: تزوج الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) من سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) في غرة ذي الحجة، العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة، وتحظى هذه الواقعة بأهمية كبيرة لأنهما من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد الرسول [صلى الله عليه وآله] وأئمة أهل البيت [عليهم السلام].

روى السيد الأمين في المجالس السَنيَّة ما مُلَخَّصُهُ: جاء علي (ع) إلى رسول الله (ص) وهو في منزل أمّ سَلَمة، فَسلَّم عليه وجلس بين يديه، فقال له النبيّ (ص): (أتيتَ لحاجة)؟

فقال (ع): (نعم، أتيتُ خاطباً ابنتكَ فاطمة (ع)، فَهل أنتَ مُزَوِّجُنِي)؟

قالت أمّ سلمة: فرأيت وجه النبيّ (ص) يَتَهَلَّلُ فرحاً وسروراً، ثم ابتسم في وجه علي (ع) ودخل على فاطمة (ع)، وقال لها: (إنّ عليّاً قد ذكر عن أمرك شيئاً، وإنّي سألت رَبِّي أن يزوّجكِ خيرَ خلقه فما ترين)؟، فَسَكَتَتْ (ع).

فخرج رسول الله (ص) وهو يقول: (اللهُ أَكبر، سُكوتُها إِقرَارُها). فعندها أمر رسول الله (ص) أَنَسَ بن مالك أن يجمع الصحابة، لِيُعلِن عليهم نبأ تزويج فاطمة لعلي (عليهما السلام). فلمّا اجتمعوا قال(صلى الله عليه وآله) لهم: (إنّ الله تعالى أمرني أن أُزَوِّج فاطمة بنت خديجة، من علي بن أبي طالب).

وجاء في الخبر ان الرسول الله (صلى الله علیه وآله) قال: " لَو لَمْ یُخْلَقْ عَلِیٌّ لَمْ یَکُنْ لِفاطِمَةَ کُفْوٌ".

بعض ثمار زواج النورين المباركين (علي الكرار وفاطمة الزهراء)

1- تكامل دوريهما في الدفاع عن الإسلام ونبيه الأكرم، والمطالبة بالحقوق المسلوبة للأمة وإليهما.

2- كونا إسرة نموذجية تقوم على التآزر والتفاهم وأعظم الاحترام، نزلت فيهم سور وآيات من القرآن الكريم.

3- أنجبا خير ذرية عرفتها البشرية منها، الحسنان سيدا شباب أهل الجنة، إمامان عظيمان شهيدان، ودوحة القيم والبطولة زينيب الكبرى.

واستمرت بركات ذريتهما ولازالت أئمة هدى آخرهم مهدي الأمم (عجل الله فرجه الشريف)، ومن ذريتهما سادة ابطال شرفاء، وفقهاء كرام، وصالحون بصماتهم في الحياة مشهودة معروفة.

وقد اجاد الشاعر بارجوزته:

‏جبريلُ للدنيا يزفُ البشرى ***** ‏وبفرحةٍ طوبى ترشُّ الدُّرَّا

‏بَرْقِيةُّ الرحمانِ جاءتْ أحمداً: ***** ‏زوِّجْ عليَّ المُرتضى والزَّهْرا ..

‏فتَلاقَيا شمساً وبدراً زاهراً ***** ‏كيْ يُشرِقا فينا نُجوماً غُرَّا !