وإن الأنبیاء (على رسولنا وآله وعليهم السلام) بعد عرضهم لمعجزة قاموا بتحدي الآخرین بأن یأتوا مثلها إن إستطاعوا وإن هذا التحدي کان دائماً من شروط الإعجاز.
وهکذا تحدی القرآن الکریم المنکرین بأن یأتوا بمثل الکتاب إن کانوا یدعون إنه لیس من عند الله.
وهناك 6 آیات في القرآن الکریم تطرقت إلی هذا الأمر منها الآیة 34 من سورة "الطور" المباركة "فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ".
ورغم مرور قرون کثیرة علی نزول القرآن الکریم وتشکیك البعض فیه، إذ أن لا أحد یستطع أن یأتي بمثله أو یدعي أنه قادر علی ذلك حتی.
وعلینا أن نعرف أن إعجاز القرآن الکریم لیس في فصاحته وبلاغته فحسب، إنما هناك أبعاد لهذا الإعجاز، منها إنه لا إختلاف فیه رغم وسعة حدیثه وکثرة آیاته ویؤکد الله تعالى ذلك في الآیة 82 من سورة النساء المبارکة "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا".
وإن القرآن الکریم معجزة سماویة في تنبئه بأحداث المستقبل کما إنه تنبأ بهزیمة الروم ثم إنتصارهم، حيث أشار القرآن الكريم في أولى آيات سورة "الروم" المباركة: "غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿۲﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿۳﴾".
وأیضاً فیه إعجاز علمي لکشفه عن بعض الحقائق العلمیة منها "زوجیة النباتات" و"أثر جاذبة الأرض علی نمو الأعشاب وتعادل الأرض" كما جاء في الآية الـ19 من سورة "الحجر" المباركة "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ"، و"العلاقة بین ثقل الجبال وثبات الأرض".
وما یؤکد إعجاز القرآن الکریم إنه یستند إلی العلم والحکمة الإلهیين وإن الکتب الأخری التي یأتی بها البشر لا تستند الا إلی علم بشري محدود.