تاريخ بناء الحرم
1- مع زوال حكم الأمويين وظهور قبر الإمام (ع) وضع داوود بن علي العباسي (ت: 133 هـ) على قبر الإمام (ع) صندوقا خشبيا، ولكن بعد استقرار العباسيين وبسبب خلافهم مع العلويين أزيل الصندوق.(1)
2- بنى هارون العباسي على القبر الشريف قبة، وجعل لها أربعة أبواب، وكانت هذه العمارة سنة 155 للهجرة، أو سنة 170 للهجرة. (2)
3- بعد أن هدم المتوكل (على الشيطان) العباسي (ت 247 هـ) حرم الإمام علي (ع) أعاد محمد بن زيد الداعي بناءه.(3)
4- جدد بناء الروضة العلوية أمير الحاج "عمر بن يحيى بن حسين النسابة"، نقيب الطالبيين في الكوفة، سنة 330 للهجرة، ومن ماله الخاص بنى قبة عليه.(4)
5- عضد الدولة الديلمي (ت: 372 هـ) أعاد بناء الحرم بشكل فريد، وبقي المبنى لغاية سنة 753 هـ حيث احترق في هذه السنة.(5)
6- في سنة 760 للهجرة جدد بناء المرقد الشريف، ويُنسب هذه البناء للملوك الإيلخانيين، كما وجدد القبة والصحن بعد ذلك الملك عباس الأول.(6)
7- بعد ذلك وسّع الحرم الملك صفي الصفوي.(7)
8- لغاية سنة 1279 للهجرة كان ما تبقى من الروضة العلوية هو ما بناه الملك عباس الصفوي وبتصميم من الشيخ البهائي (رض) (8).
9- نادر شاه الأفشاري ذهّب الإيوان ومنارتا الحرم الشريف، وهذا التذهيب باق ليومنا هذا.(9)
10- مع ذكرى الميلاد النبوي في 17 ديسمبر 2016 أزيح الستار عن القبة بتذهيب جديد.(10).
11- وأخيرا ، تم إعادة اعمار وتذهيب المنارتين للمرقد المقدس .
البناء والإعمار
ملحقات مرقد الإمام علي (ع)
يقع مشهد الإمام علي (ع) وسط صحن عظيم، وهو عبارة عن حصن مربع الشكل تقريباً يُحيطُ بالحرم العلوي المطهر من جهاته الثلاث: الشمالية والشرقية والجنوبية، أما من الجهة الغربية فهو ملاصق تماماً لصحن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام). وللصحن الشريف سور طابوقي ارتفاعه (۱۲م) يتألف من طبقتين تضمان الغرف التي تتقدمها أواوين عددها (99) إيواناً. ويبلغ طول كل من ضلعيه الشرقي والغربي من الداخل نحو 85 م، ويبلغ طول ضلعيه الشمالي والجنوبي من الداخل نحو 77 م. إن أكثر الأواوين متشابهة في الشكل والحجم، وهي مُغلَّفة بالكاشي المزخرف بأنواع النقوش الجميلة، وكانت الغرف يشغلها طلبة العلوم الدينية للدراسة والمبيت.
وذكر الأستاذ حسن الحكيم في كتابه (المفصل في تاريخ النجف الأشرف) ما نصه: (وتعود تصاميم الصحن الحيدري الشريف إلى العهد الصفوي، حيث وُضعت للحضرة والصحن التصاميم التي هي عليها الآن من قِبَل الشيخ البهائي محمد بن الحسين العاملي (ت 1031هـ)، فقد أخذ قسماً من مسجد عمران بن شاهين وأدخله في الصحن...).
ويلي هذا الصحن من جهة الشرق إيوان واسع كبير، يبلغ ارتفاعه قراب أربعين مترا، كما يبلغ طوله 45 مترا، وهو مسقف، ومغشى بقطع الذهب، وفي ركنيه مئذنتان مرتفعتان مغشاتان بالذهب،(11) ومن هذا الرواق يدخل إلى الرواق الكلي المسقف، وجدران هذا الرواق مغشاة بقطع المرايا ذات الأشكال الهندسية، وله أربعة أبواب متقابلة، أحدهما الباب الكبير والثاني باب المراد، والآخران يسميان باب الرحمة.
ويلي كل ما تقدم الحضرة المقدسة، وجدران الحضرة مغشاة بالفسيفساء والرخام الإيطالي قطع المرايا، وأرضها مفروشة بالرخام الأزرق وفيها أربعة أبواب من الفضة وخامسة من البرنز.
ويتوسط هذه الحضرة المرقد الغروي المطهر يحيط به مشبكان أحدهما من الفضة وهو الخارجي والآخر م الحديد الفولاذي وهو الداخلي، وتعلو المشبك الأول كتابات من القرآن مع أبيات من الشعر لابن أبي الحديد. ويتوسط المشبك الحديدي الداخلي مصطبة من الخشب المرصّع بالعاج والمنقوش عليه بعض الآيات القرآنية، وتحتها المرقد الشريف. (12)
إزاحة الستار عن القبة الجديدة لمرقد الامام علي (ع) سنة 2016 م
وتعلو الحضرة قبة جسيمة مغشاة بالذهب، وفي التاريخ النجفي إن عدد القباب التي شيدت على قبر الأمير بلغت تسع قباب، أولها قبة هارون العباسي والثامنة التي كانت تعلو الضريح لغاية بداية القرن العشرين غشاها بالذهب الحاكم الايراني نادر شاه في سنة 1156 هـ (13) وآخرها شيدت سنة 2016 للميلاد من خلال التذهيب الجديد للقبة وتم إزاحة الستار عنها (14).
توسعة الحرم
في السنوات الأخيرة بدأت حملة إعمار واسعة في العتبة العلوية، حيث بُني صحن كبير باسم صحن فاطمة الزهراء (ع) ومع هذه التوسعات ستصبح المساحة للحرم العلوي 140 ألف متر مربع (15).
صحن فاطمة الزهراء عليها السلام
صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) هو جزء من مشروع التوسعة العام في العتبة العلوية، ويعد أضخم مشروع تسعى العتبة لاقامته ضمن استراتيجيتها في انجاز مشاريع البنى التحتية التي تقدم الخدمة الخالصة للزائرين، ومدة انجاز المشروع 4 سنوات (16).
كما يقدم الصحن خدمات في المناسبات الدينية كالأربعينية للزوار الوافدين من مختلف العالم (17). وعليه افتتحت العتبة العلوية قاعات المبيت في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتقديم الخدمات لزائري أربعينية الامام الحسين (عليه السلام)، وذلك 2014 م (18).
الهوامش
1- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 40.
2- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 41.
3- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 42 و 43.
4- التمیمي، مدینة النجف، ص 172.
5- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 43 و 45.
6- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 46 ـ 48.
7- ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 48.
8- البریري، النجف في 13 رحلة، ص 166.
9- البریري، النجف في 13 رحلة، ص 167.
10- وكالة أبنا للأنباء .. إزاحة الستار عن قبة أمير المؤمنين (ع)
11- الخليلي، موسوعة العتبات، ص 186.
12- الخليلي، موسوعة العتبات، ص 187.
13- الخليلي، موسوعة العتبات، ص 188.
14- ازاحة الستار عن القبة الجديدة لمرقد الامام علي (ع)
15- العلوي، راهنمای مصور سفر زیارتی عراق، ص 126.
16- https://www.imamali.net/?i مشروع صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) استراتيجية طموحة في خدمة زائري العالم أجمع d=316&sid=421
17- https://www.imam مراكز الايواء التابعة للعتبة العلوية المقدسة في صحن فاطمة (عليها السلام) تستمر في استقبال واستضافة جموع زائري الاربعين ali.net/?id=316&sid=1586
18- العتبة العلوية المقدسة تفتتح قاعات المبيت في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتقديم الخدمات لزائري أربعينية الامام الحسين (عليه السلام)
المصادر والمراجع
آل محبوبة، جعفر، ماضي النجف وحاضرها، بیروت: دار الأضواء، 1986 م.
التمیمي، محمد علي جعفر، مدینة النجف، قم المقدسة: المكتبة الحيدرية، 1374هـ.
الخليلي، جعفر ـ موسوعة العتبات الجزء 6، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1987.
العلوي، احمد، راهنمای مصور سفر زیارتی عراق، قم: معروف، 1389 ش
بریري، أبو ذر، النجف في 13 رحلة، مقطع من رحلات العلماء والمشاهیر في العصر القاجاري، في نشرة فرهنگ زیارت، السنة 3، الرقم 7، صيف 1390 ش.