ونسبت الصحيفة للباحثين قولهم إنهم طوروا نسخًا جديدة من جزيء يُعتقد أنه قادر على قتل البكتيريا.
وأضافت أن عقار "تيكسوباكتين" (Teixobactin) تم اكتشافه عام 2015، لكن المشروع الجديد طور فئات "اصطناعية" من تيكسوباكتين يمكنها أن تدمر مجموعة واسعة من الميكروبات المأخوذة من مرضى، حسب ما قاله العلماء.
ولفتت إلى أنهم نجحوا أيضًا في القضاء على "المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين" (methicillin-resistant Staphylococcus aureus MRSA)، التي تقاوم العديد من المضادات الحيوية المستخدمة على نطاق واسع، في دراسة أجريت على الفئران.
قال كبير باحثي الفريق، الدكتور إيشوار سينغ من جامعة ليفربول، إن هذا الاختراق يمثل خطوة مهمة نحو الاستفادة من الإمكانات الطبية الكاملة للتيكسوباكتين لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات.
وتابع "هدفنا النهائي هو الحصول على عدد من الأدوية القابلة للاستخدام.. لتكون خط دفاع أخيرا ضد الجراثيم الخارقة لإنقاذ الأرواح التي تُفقد حاليًا، بسبب مقاومة مضادات الميكروبات".
وقد توفي أكثر من 1.2 مليون شخص من عدوى بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية عام 2019، حيث أصبحت سببًا رئيسيًا للوفاة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لدراسة نُشرت في الدورية العلمية "ذي لانسيت" (The Lancet) يناير/كانون الثاني الماضي ونقلتها الإندبندنت.
كما توقعت دراسة عن مقاومة مضادات الميكروبات -أعدت بتكليف من الحكومة البريطانية- أن يموت 10 ملايين شخص إضافي بسبب العدوى المقاومة للأدوية كل عام وذلك بحلول عام 2050.
وحسب الاختبار الذي أجري على هذا العقار، فإنه يمكن علاج المرضى بجرعة واحدة فقط من تيكسوباكتين في اليوم لمعالجة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تهدد الحياة.
وقال الباحثون إنه يمكن أيضًا الاحتفاظ بالنسخ الاصطناعية في درجة حرارة الغرفة، مما يجعل التوزيع العالمي أسهل؛ فلن تكون هناك حاجة إلى سلاسل التبريد، كما يمكن إنتاجها بتكلفة منخفضة وعلى نطاق واسع.
وأعرب الدكتور سينغ عن أمل الفريق في أن يصبح تيكسوباكتين الاصطناعي جاهزًا لاختبار مدى سلامته.
وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تصبح البكتيريا قادرة على تحمل العلاج أو المضاد الحيوي الذي كان يقتلها ويقضي عليها في السابق.
ويُعد العالم ألكسندر فليمنغ أول من اكتشف المضادات الحيوية الحديثة (البنسلين) عام 1928، وأدى هذا إلى إحداث نقلة هائلة في الطب، إذ أصبح الأطباء قادرين على علاج أمراض مثل السفلس والسل. والمضادات الحيوية علاجات تعطى للشخص أو الحيوان المريض لقتل البكتيريا الممرضة في جسمه أو إيقاف نموها وتكاثرها، وهي بذلك توقف المرض عبر القضاء على مسبباته.
وهناك آليات عدة تقوم فيها البكتيريا بمقاومة المضاد الحيوي مثل إفراز إنزيمات تعطله، كما قد تطور البكتيريا آليات لتقليل نفاذ الدواء إلى داخل خلاياها.