أزاحَ غياهبَ الديجورِ نورُ
وسادَ قلوبَنا طُراً سرورُ
بمَولدِ حجةِ اللهِ ابتهجنا
وعمّ الخيرُ وابتهج البشيرُ
وأزهرتِ البوادي إذ تجلّى
(كقطرِ الغيثِ) منهمرٌ غزيرُ
وهبّت فوقَ أرضِ الخيرِ نَشوى
نَسائمُ ينتشي فيها العَبيرُ
فيا شعبانُ يكفيكَ افتخاراً
وليسَ عليكَ تفتخرُ الشهورُ
ففيكَ أضاءَ دُنيانا حسينٌ
أبيُّ الضيمِ والقمرُ المنيرُ
وزينُ العابدينَ أتى كغيثٍ
فأينعتِ المراتعُ والغَديرُ
وفيكَ القائمُ المهديُّ أضحى
فكانَ بنورِهِ الدنيا تُنيرُ
يكادُ بنورِ طلعتهِ يحاكي
رسولَ اللهِ فهوَ لهُ سفيرُ
إمامٌ خصّهُ ربّ البرايا
معاجزُ ليسَ تُحصيها السطورُ
تجمّعتِ المكارمُ فيه طُراً
فلَم يكُ في الأنامِ لهُ نظيرُ
وأبقاهُ الإلهُ لكي يدوّي
بصوتٍ هادرٍ، وهوَ الخبيرُ
وتَحكُمَ شِرعةُ الباري، ويعلو
لواءُ الحقّ، وهو به يسيرُ
ولا يبقى ظَلومٌ أو عميلٌ
وللحكامِ لن يبقى أسيرُ
ويأخذَ ثأرَ مَن ضحّوا وثاروا
ومن صمدوا ولو بَعُد المسيرُ
وثأرَ السبطِ إذ قتلوهُ ظلماً
بأرضِ الطفّ، ليسَ لهُ نصيرُ
ويحكمَ بيننا حكماً سوياً
لسبعٍ هنّ في الدنيا عصورُ
إمامَ الثائرينَ متى الظهورُ
ففي أحشائِنا غضبٌ يمورُ
وقد فسُدَ الزمانُ وصارَ فيهِ
عراقُ الخيرِ تنهشُهُ الشرورُ
وتلكَ ديارُنا تعلو عليها
سيوفُ الظالمينَ ومن يجورُ
وهذا شملُنا قد مزّقتهُ
يدُ الشيطانِ والحقدُ العسيرُ
وهذا رهطُنا يأبى اتحاداً
لأن البعضَ يملؤهُ الغرورُ
ولا يهتمّ من دنياهُ إلا
مناصبُ هنّ شرٌ مستطيرُ
وهَمُّ الثائرينَ بأن يضحّوا
ولا يثنيهمُ أمرٌ خطيرُ
فهم مثلُ الشموعِ تذوبُ حتى
يسودَ دروبَنا الظلماءَ نورُ
فذا (صدرُ الهدى) يمضي ذبيحاً
لأجل الدينِ، والأختُ الطَهورُ
وذاك (العارفُ البصريّ) يرقى
مشانقَهم كضرغامٍ يغيرُ
وذاك (مبرقعٌ) وجدوهُ لمّا
يلاقي الموتَ في عجلٍ يسيرُ
وقاسم شُبّرٍ وأبو عصامٍ
وذا (العطارُ) ليسَ لهم قُصورُ
وكان القائدُ الفَذّ الخمينيْ
يضم سَناءَه بيتٌ صغيرُ
أولئك ايّها المهديُّ جُندٌ
وفاؤهمُ يعزّ لهُ نظيرُ
وهُم أشبالُك الغرُّ الغَيارى
وأنتَ أبوهمُ الليثُ الهَصورُ
********
بقلم الشاعر: رعد هادي جبارة
من ديوانه"نفحات الفؤاد"