واعتبر بن مناحم أنّ الطائرات بدون طيار المسلحة هي اليوم أحد التطويرات العسكرية التكتيكية المقلقة جدًا للإدارة الأمريكيّة ولـلكيان الاسرائيلي، فهي تشكل تهديدًا جديدًا ومعقدًا يمس بالتفوق الجوي للولايات المتحدة و الكيان الاسرائيلي في سماء غرب آسيا، لذلك يدير مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان الآن مسارًا جديدًا من المحادثات مع حلفاء الولايات المتحدة في غرب آ سيا لإيجاد حلولٍ لتقليص تهديد الطائرات الإيرانية بدون طيار.
وشدّدّ بن مناحم على أنّه وفقًا لمصادر أمنيّةٍ في تل أبيب على أنّه يجري في هذه الأيام تشكيل حلف إقليمي جديد تشارك فيه الولايات المتحدة وودولاً عربية لإقامة منظومة تحذير، تعقب واعتراض للطائرات بدون طيار التي تستخدم عملانيًا بشكل مكثف في غرب آسيا.
ورأى أنّ اختراق مسيّرة حزب الله للمجال الجوي للعمق الإسرائيليّ قبل عدة أيام، سرّع هذا المسار في أنْ تعتقد الولايات المتحدة أنّ بناء حلف في غرب آ سيا يستلزم الدفاع عن نفسها بشكل جماعي ومنسق بينهم، ومسار التطبيع سيسهل إقامة هذا الحلف الدفاعي الجديد.
وتابع نقلاً عن المصادر عينها أنّه لدى حزب الله أسطول ناشط مؤلف من 2000 طائرة بدون طيار، بعضها جرى تصنيعه في إيران والبعض الآخر على يد الحزب نفسه، ولدى إيران نفسها آلاف الطائرات بدون طيار المتقدمة، من نماذج مختلفة قادرة على التحليق لمدى يصل إلى آلاف الكيلومترات، وأضاف أنّ منظومة “القبة الحديدية” الإسرائيلية ليست قادرة على تأمين الحلّ المناسِب لاعتراض مسيّرات صغيرة، مثل المسيّرة الأخيرة التي أطلقها حزب الله.
ولفت إلى أنّ مخطط حزب الله هو مهاجمة الكيان في الحرب عبر أسراب من الطائرات بدون طيار التي تخترق مجاله الجوي وتهاجم مستوطنات، وقواعد عسكرية وقوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي.
ولفت إلى أنّ مسيّرة حزب الله التي تسللت إلى الكيان، والمسماة “حسان” على اسم رئيس وحدة التكنولوجيا في حزب الله الشهيد حسان اللقيس، والتي نجحت في التحليق 40 دقيقة داخل الأراضي الإسرائيلية والدخول مسافة 70 كلم قبل أنْ تعود بسلام إلى قواعدها في لبنان، كشفت خرقًا مقلقًا في تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي يستلزم إغلاقه بأسرع وقت ممكن، وهي تغلبت على عدة منظومات تحذير ورادارات الجيش الإسرائيلي ونجحت في التملص من الاعتراض والعودة إلى الأراضي اللبنانية.
وأشار الضابط السابق في مخابرات الكيان إلى أنّ الحديث يدور عن مسيّرة صغيرة لا يبلغ طولها أكثر من ثلاثة أمتار نجحت في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومنظومة الدعاية والحرب النفسية لمنظمة حزب الله برّزت الحادثة بأنها “انتصار كبير” على العدو الإسرائيلي.
وتابع أنّ هناك أهمية كبيرة في أنْ تجد الاحتلال الإسرائيلي بأسرع وقت ممكن حلولاً ملائمة لمسألة الطائرات بدون طيار، وعلى ضوء الواقع أنّ حركتيْ حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة تعملان بجد على تطوير طائرات بدون طيار متقدمة يمكنها التحليق فوق العائق البري الضخم الذي بناه الجيش الإسرائيلي حول قطاع غزة ومهاجمة أهدافاً في الأراضي الإسرائيلية.
وبحسب تقدير مصادر أمنيّةٍ إسرائيليّةٍ، اعتبر الكاتب أنّ حزب الله يحاول الآن خلق معادلة ردع جديدة مع العدو الاسرائيلي وهي معادلة الطائرات بدون طيار لردعها عن اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، وفي الفرصة الأولى سيحاول الحزب أيضًا خلق معادلة جديدة ألا وهي معادلة “الصواريخ الدقيقة” في اللحظة التي تكون فيها الفرصة الملائمة من ناحيته، وإعلان حسن نصر الله بأنّ منظمته تنتج في لبنان صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار ليس صدقة، فهو يُعتبر نقل رسالة إلى العدو الإسرائيلي وأيضًا جزءًا من الحرب النفسية.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، لفت الخبير إلى أنه يُحتمل أيضًا أنْ إيران ترى بتفعيل الطائرات بدون طيار لحزب الله من الأراضي اللبنانية باتجاه الكيان الإسرائيلي أنّه “تعويض محدد” عن التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في سماء سوريّة التي تهاجم بكثافة أهدافًا في سوريّة، ومن ناحية الكيان الإسرائيلي، الخطر المنظور من طائرات بدون طيار انتحارية يعادل الخطر المنظور من إصابة صواريخ دقيقة.
وأكّد الخبير الإسرائيليّ، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ تصنيع الطائرات بدون طيار أسهل وأرخص من تصنيع صواريخ، فالطائرات بدون طيار هي سلاح دقيق يمكنه إصابة أهدافًا محددة بدقة متر أوْ مترين، ولا يمكن توقع مسبق لأي جهة ستصل، كما أنّه من الصعب تحديدها أوْ اعتراضها. وهذه الطائرات قادرة على استهداف وحدات مخازن الطوارئ وتجمعات المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي أو حتى بطاريات منظومة “القبة الحديدية”.