الشيخ محمد مهدي الآصفي (قدس سره): إنّ يوم انتصار الثورة الاسلامية المعاصرة سنة 1399 هجرية - 1979ميلادي - والذي هو من ايام الله الكبرى في التاريخ ، والذي سقط فيه نظام بهلوي وانتصرت فيه الثورة الاسلامية المعاصرة الكبرى في التاريخ بقيادة الامام الخميني (رحمه الله) ، ان هذا اليوم لا يعني فقط سقوط نظام اسرة بهلوي في تاريخ ايران ، وانما يعني انتهاء مرحلة من تاريخ الاسلام وبداية مرحلة جديدة من التاريخ. فإنّ القيمة التاريخية لسقوط اسرة بهلوي وقيام الجمهورية الاسلامية تكمن في كونه :
اولاً : نهاية لعصر من الخمول والركود والاستضعاف واليأس ، والارتماء في احضان الغرب والشرق، والتخلف الفكري والسياسي والعسكري والاقتصادي ، والرضوخ لسيادة الاستكبار العالمي ، والهزيمة النفسية امام موجة الحضارة الغربية.
ثانياً: بداية عصر جديد من التحرك باتجاه الاسلام ، وحاكمية دين الله على وجه الارض ، وفك القيود والاغلال من الأيدي والأقدام ، وكسر الطوق السياسي والاقتصادي والعسكري والعلمي والحضاري الذي فرضه علينا الاستكبار الغربي والشرقي ، والعودة الى الله والى الاسلام ، وتعبيد الانسان لله ، وتحكيم شريعة الله في حياة الانسان ، واعادة الاعراف والقيم والاخلاق والحدود الاسلامية الى صلب الحياة من جديد، وبالاجمال فانه بداية لمرحلة جديدة للتاريخ.
هذا اليوم إذن هو امتداد حقيقي ليوم عاشوراء ، كما كان يوم عاشوراء امتداداً واقعياً ليوم بدر ، وهو يوم مصيري في تاريخ الاسلام وللاجيال المقبلة ، كما كان يوم عاشوراء يوماً مصيرياً في تاريخ الاسلام ، وكما كان يوم بدر يوماً مصيرياً في تاريخ الاسلام ...
الشيخ محمد مهدي الآصفي / في رحاب القران