أعِرني مِن سَنا عيْنَيْكَ لَمْحا **** يُداوي مِنْ صُروفِ الدَّهرِ جُرحا
يُسكِّنُ خافِقاً بالشَّوقِ مُضنىً **** بِهِ زَندُ النَّوى يشتَدُّ قَدحا
عَلَيَّ أفِضْ مِنَ التّوفيقِ رَشْحاً **** وهَبني مِنْ سَما الإلهامِ نَفْحا
إذا ألهمتَني فالشِّعرُ وحْيٌ **** و إلّا ارتدَّ مِنهُ الحُسْنُ قُبْحا
أبا الهادي إليْكَ القَلبُ يهفو**** كَهَفْوِ الطَّيرِ رفرَفَةً و جَنحا
عظيمٌ أنتَ وَصْفُكَ جَلَّ معنىً **** مَنيعٌ يكبَحُ الألبابَ كَبحا
بِهِ الشُّعَراءُ قد ثمِلوا و لمَّا **** يذوقوا مِنْ دِنانِ الوصفِ قِدحا
*****
جَوادٌ صاغَ جُودُكَ كُلَّ جُودٍ**** و لولا أنتَ معنى الجُودِ يُمحى
وَفيٌّ لِلإلهِ وَفَيتَ عَهداً **** و مَنْ ذا مِثلُكُم وَفَّى و ضَحَّى
أبيٌّ أنتَ لم تَركَنْ لِظُلمٍ **** رَفضتَّ الظُّلمَ تصريحاً و لمحا
و يا دَمِثاً بِكَ الأخلاقُ لاذَتْ**** لِتُحبى مِنْ ندَا شَفَتَيْكَ رشحا
*****
بِجيمِ الجُودِ جُدتَ فَجَلَّ إسمٌ **** دَعاكَ بِهِ إلهُ الخَلْقِ مَدحا
و مِنْ واوِ الوَفاءِ شَقَقْتَ دَرْباً **** لِمَنْ كَدَحُوا إلى الرَّحمن كَدْحا
و مِنْ أَلِفِ الإباءِ رَسمتَ نَهجاً **** غَدا لِفريقِ رَفْضِ الظُّلمِ منحى
و مِنْ دالِ الدَّماثَةِ شِدتَّ رُكناً **** بَدا لِمَحاسِنِ الأخلاقِ صَرحا
تَقيٌّ قانِعٌ زاكٍ جَوادٌ **** يَنوءُ بِها بَليغُ القَولِ شَرحا
*****
تَظافَرتِ الرِّوايةُ عنكَ لمَّا **** أتيتَ بِمَجلسِ المأمونِ فَتحا
أجَبتَ على مَسائلِهم فَعادتْ **** وُجوهُ القَومِ باسِرَةً و كَلْحا
لقدْ كادَ الهُدى يَرتَدُّ لَيلاً **** وعِلمُكَ سَيِّدي أبقاهُ صُبحا
*****
مَدَحتُكَ يابْنَ سُلطانِ البَرايا **** وجِئتُ اليَومَ أتلُو المدحَ صَدحا
على بابِ الرِّضا أنشَدتُّ مَدحي **** وعيني تَسفحُ العَبَراتِ سَفحا
أبا حَسَنٍ فأجْزِلْ بِالعَطايا **** ولا أرجُو بِغيرِ القُربِ رِبحا
أنا النَّائي فَقَرِّبني بِلُطفٍ **** عُبيدُكَ سيِّدي يرجُوكَ سَمحا
أبِقْتُ وعُدتُّ مُعتذِراً حيِيّاً **** فَصَفحاً يابْنَ خَيرِ الخَلقِ صَفحا
وحاشا أنْ تَرُدَّ رَجاءَ راجٍ **** عليكَ بِأُمِّكَ الزَّهرا ألَحَّا