عبد الله بن الزبير في ذكرى مقتله

الثلاثاء 18 يناير 2022 - 12:31 بتوقيت غرينتش
عبد الله بن الزبير  في ذكرى مقتله

اسلاميات-الكوثر: عبدالله بن الزبير بن العوام، (ت 73 هـ) المعروف بابن الزبير، وهو من صغار الصحابة، وابن الصحابي الزبير بن العوام ابن عمّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمه أسماء بنت أبي بكر.

اشتهر ابن الزبير بسبب عدم بيعته ليزيد بن معاوية، وقد ادعى الخلافة لنفسه في مكة فبايعه اهل الحجاز وكثير من الممالك الإسلامية اصبحت تحت حكمه سنة 64 هـ. وقتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي بعد ان حاصره في مكة سنة 73 هـ. وكان عمره 72 سنة.

وبدأ اسم عبد الله بن الزبير يذكر في المصادر التاريخية من أيام عثمان بن عفان، عندما ثار المسلمون على عثمان وسيرته التي خالفت سيرة وسنة رسول الله (ص)، وقف ابن الزبير الى جانب عثمان على خلاف أبيه وخالته عائشة زوج النبي الذين وقفوا الى جانب الثائرين ضد عثمان.

 وكان ممثلا لعثمان في مواجهة الثوار، وصار إماما للجماعة من قبل عثمان بعد محاصرة عثمان من قبل الثوار، وقد جرح ابن الزبير في تلك الأحداث.

دوره أيام خلافة الإمام علي (ع)

كان عبد الله بن الزبير للمخالفين للإمام علي (ع) أيام خلافته رغم أنه دخل قي بيعته. ولكنه نقض البيعة بعد ذلك وكان له دور كبير في تأليب الناس على الإمام علي (ع) وتجيش الجيوش لمحاربة الإمام (ع) في معركة الجمل، وكان له دور كبير في انزواء الزبير بن العوام عن أهل البيت عليه السلام، وكان له علاقة قوية بخالته عائشة زوج النبي. وهناك الكثير من القرائن التي تشير الى أنه أثر تأثيرا كبيرا على عائشة في حرب الجمل.

ثورته وخلافته

بعد موت معاوية بن أبي سفيان لم يبايع بن الزبير يزيد وثار على حكومة بني أمية. وكان قد ترك المدينة وتوجه الى مكة وأقام فيها لكنه لم يدعي الخلافة اثناء وجود الإمام الحسين (ع) في مكة؛ لأن الناس كانوا يقدمون الإمام الحسين عليه، ولما علم ابن الزبير بأن الإمام الحسين (ع) يريد الذهاب الى الكوفة شجعه على ذلك لأنه كان يرى في وجوده في مكة مزاحمة له.

ولم يدعي ابن الزبير الخلافة حتى سمع بشهادة الإمام الحسين (ع) وعندها صعدة المنبر في الكعبة والقى خطبة هيجت قلوب الناس الى جانبه لعن فيها بني أمية وبالخصوص يزيد ونادى بخلعه من الخلافة، ودعى لنفسه بالخلافة.

حكم ابن الزبير ومقتله

بعد موت معاوية بن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان، دعى عبدالله بن الزبي الناس الى بيعته سنة خمس وستين للهجرة، واجتمع على طاعته أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، وحج بالناس ثماني حجج، وكان لا يصلى على النبي (ص) كرها لبني هاشم. وقد روى عمر بن شبة وابن الكلبي والواقدي وغيرهم من رواة السير ان عبدالله بن الزبير مَكَثَ ايام ادعائه الخلافة اربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي (ص)، وقال :لا يمنعني من ذكره الا ان تشمخ رجالٌ بآنافها.

وقتل ابن الزبير فى أيام عبد الملك، يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وهوابن ثنتين وسبعين سنة بعد حصار جيش الشام بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي لمكة المكرمة لمدة ستة شهور وضرب الكعبة بالمنجنيق، وقد صلب ابن الزبير بعد مقتله.

موقف ابن الزبير من آل بيت النبوة (ع)

كان لابن الزبير له دور كبير في اشعال نار الحرب في معركة الجمل ضد أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام، ولكنه نجى من الموت بسبب العفو العام الذي اعطاه الإمام علي (ع) بعد ان وضعت الحرب اوزارها.

قال أمير المؤمنين الامام علي (ع): (مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلًا مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ، حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْئُومُ -عَبْدُ اللَّه ).

وروى عن سعيد بن جبير قال: خطب عبد الله بن الزبير فنال من علي (ع)، فبلغ ذلك محمد بن الحنفية، فجاء اليه وهو يخطب، فوضع له كرسي فقطع عليه خطبته وقال: يا معشر العرب ! شاهت الوجوه، أينتقص علي وانتم حضور؟! ان عليا كان يد الله على اعداء الله، وصاعقة من أمره، أرسله على الكافرين والجاحدين لحقه، فقتلهم بكفرهم فشنئوه، وأبغضوه وأضمروا له الشَّنَف والحسد وابن عمه (النبي محمد(ص( حي بعد لم يمت، فلما نقله الله الى جواره واحب له ما عنده اظهرت له رجال احقادها وشفت اضغانها، فمنهم من ابتزَّ حقَّه، ومنهم من ائتمر به ليقتله، ومنهم من شتمه وقذفه بالاباطيل،... والله ما يشتم عليا الا كافر يُسِرّ شتمَ رسول الله (ص ( ويخاف ان يبوح به فيكنى بشتم علي (ع( عنه، اما انه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره وسمع قول رسول الله (ص( فيه: (لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

فعاد ابن الزبير الى خطبته وقال: عَذَرْتُ بني الفواطم يتكلمون فما بال ابن الحنفية.

فقال محمد: يا ابن ام رومان وما لي لا اتكلم وهل فاتني من الفواطم الا واحدة، ولم يفتني فخرها لانها ام اخوي، انا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم جدة رسول الله (ص)، وانا ابن فاطمة بنت اسد بن هاشم كافلة رسول الله (ص) والقائمة مقام امه، اما والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت فى بني اسد بن عبد العزى عظما الا هشَّمته.

ثم قام فانصرف.

قالوا في ابن الزبير

وقال ابن ابي الحديد: لما نزل علي (ع( بالبصرة ووقف جيشه بإزاء جيش عائشة، قال الزبير: والله ما كان امر قط الا عرفت اين اضع قدمي فيه الا هذا الامر، فاني لا ادري أمقبل أنا فيه أم مدبر؟ فقال له ابنه (المشؤم) عبد الله: كلا ولكنك فرقت سيوف ابن ابي طالب، وعرفت ان الموت الناقع تحت راياته، فقال الزبير: ما لك أخزاك الله من ولد ما أشأمك؟!

وكان عبد الله بن الزبير يبغض عليا (ع( وينتقصه وينال من عِرضه.

قال ابن عبد البر: قال علي بن زيد الجُدْعاني: كان عبد الله بن الزبير.... كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة، لأنه كان بخيلا ضيق العطاء، سيّء الخلق، حسودا، كثير الخلاف، أخرج محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس إلى الطائف.

قال ابن ابي الحديد: وكان شيخنا ابوالقاسم البلخي اذا ذكر عنده عبد الله بن الزبير يقول: لا خير فيه، وقال مرة لا يعجبني صلاته وصومه وليسا بنافعين له مع قول رسول الله (ص) لعلي (ع):  لا يبغضك الا منافق.