وهم الذين بذلوا مهجهم دون أخيهم سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء عام 61 هجري..
الى اللهِ أرفَعُ ما أشعرُ *** من الوجدِ بل كلَّ ما اَزفِرُ
عجبتُ لصبركِ اُمَّ البنين *** وفي صبركِ العجبُ المُبهِرُ
تقولُ فداً للامامِ الحسين *** نفسي ورهطيَ والمَنحرُ
وكلُّ نفيسِ لنهضتهِ *** وِقاءٌ ووُلْدِي هم المَظهرُ
ابو الفضلِ رائدُهم للحُتُوف *** يشقُّ الصفوفَ ولايُقهَرُ
ورايَتُهُ تستحِثُّ الاُباة *** لكي يستقيموا لكي ينصُرُوا
فذلك شأنُ الذين سعَوا *** الى المكرُماتِ ولم يَخسَروا
سلُوا كربلاء ستُنبئْكُمُ *** ببأسِ السُّراةِ وما سطَّروا
ملاحمَ تبقى طوالَ السنين *** شموعاً تنيرُ هدىً تنشُرُ
وامُّ البنينِ مُربِّيةٌ *** أَعدّتْ كُماةً هم الأقمُرُ
تربَّوا بحجرٍ كريمٍ طَهور *** من امٍّ فَدَتْ وأبٍ يُكْبَرُ
أبوهم عليٌّ زعيمُ التقى *** ونفسُ محمدَ والمَفخَرُ
لهذا بَنُوهُ نجومٌ زهَتْ *** واَكبرُهُم قمَرٌ أزهَرُ
سلامٌ على زوجةِ المرتضى *** تزفُّ بنيها ولا تُخْسِرُ
الى الخلدِ مع دمعةٍ طُهْرةٍ *** تواسي بها فاطماً تَنذُرُ
كأَنّي بفاطمةٍ تستحي *** من امِّ البنينِ فلا تنظُرُ
وتذرفُ أدمُعَها لوعةً *** تعزّي بها اُختَها تشكُرُ
سلامٌ عليها بقلبٍ حزين *** يَرى قبرَها حاسِراً يُنحَرُ
كأنَّ بني الجهلِ في يومِنا *** يوَدُّون لو أنّهُ يُضمَرُ
فلا اُمةُ الخيرِ يعرِفْنها *** ولا مجدُها في الورى يُذكَرُ
وإنّا وإنْ لامَ باغٍ هناك *** وأرضُ النبوّةِ تستنفِرُ
نحُجُّ إليها بأدمُعِنا *** ونندبُها حيثما تُذكَرُ
ونندبُ عبّاسَها والسُّراة *** بَنيها وهم قممٌ تُؤسِرُ
سلامٌ على امّهاتِ العراق *** يواسينَها بفِداً يُظفِرُ
ببذلِ البنينِ كأُمِّ البنين *** لحفظِ مراقدَ مَنْ طُهِّرُوا
وتكرارِ تضحيةِ الصابرين *** وإنَّ العراقَ لَمُستَنْفَرُ
أحاطَ به كلُّ باغٍ عنيد *** يقوِّضُ سِلماً ويستهتِرُ
ولكنَّ أبناءَ ساقي الفُرات *** فِداً زاحفون ولم يُدبِروا
فهم للحسينِ العظيمِ وِقاً *** وأرواحُهُم دُونَهُ تُصْهَرُ
بقلم العبد الفقير حميد حلمي زادة