خطب الامام الحسين عليه السلام فقال: أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا، واكسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذما، فمهما يكن لاحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافأته، فإنه أجزل عطاء وأعظم أجرا، واعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما ، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا، ومعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا تسر الناظرين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الابصار. المصدر: كشف النعمة ج 2 ص 241.
من التعاليمِ المؤكّدةِ عن أئمّة أهلِ البيتِ (عليهم السلام) والتي كان الهدفُ منها بناءَ المجتمعِ المتكافلِ الذي يسندُ بعضُه بعضاً، مسألةُ قضاءِ حوائجِ الناسِ، وينفتحُ البابُ واسعاً لقضاءِ الحوائجِ وطلبِ الناسِ لها لمن يتولَّى منصباً أو شأناً يمكّنه من قدرةٍ خاصةٍ في هذا المجالِ، وضمنَ هذا السياقِ يأتي حديثُ الإمامِ الحسينِ بنِ عليٍّ (عليه السلام)، الذي يُبيّنُ الإمامُ فيه الرؤيةَ الصحيحةَ التي ينبغي التعاملُ معها مع الحوائجِ وأنْ يراها نِعَماً إلهيّةً، وبهذا يتّجهُ للتعاملِ معها كسائرِ النعمِ التي تصلُه من اللهِ عزَّ وجلَّ.
ومن أهمِّ حقوقِ النعمِ السعيُ للمحافظةِ عليها وذلك في مقامِنا يتمُّ من خلالِ المبادرةِ إلى قضاءِ تلك الحوائجِ، ولذا كان التحذيرُ من انقلابِها من نعمةٍ إلى نقمةٍ، ووردَ في روايةٍ عن أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام): «يا جابرُ، إنّ مَنْ كَثُرَتْ نِعمُ اللهِ عليه كثُرَ حوائجَ الناسِ إليه ، فإنْ قامَ بما يجبُ للهِ عليه عرَّضَهُ للدوامِ والبقاءِ، وإنْ لم يَقُمْ فيها عرَّضَها للزوالِ والفناءِ».