الکثیر منا یجلس مع نفسه فی بعض الأحيان ويعود بالزمن للوراء، ويبدأ بالتخيل لو أنّه عاد طفلًا صغيرًا لكنه حافظ على عقله الحالي، كان ليتفوق في كافة المواد، وسيثير إعجاب الجميع، وبما أنّه يعرفُ مسبقًا ما سيحصل، كان سيتفادى العديد من المواقف، ويعيد صياغة الماضيّ، ويمحي منه كلَّ ما يشعره بالخجل.
يبدو هذا مثيرًا للشفقة، أليس كذلك؟! لكن ماذا لو استطعنا فعلًا العودة بالزمن، أو تمكنا أيضًا بالسفر للمستقبل، ألن يكون هذا شيقًا ومثيرًا للفضول؟!
لطالما كان هذا الأمرُ موضوعًا خصبًا في مجال الخيال العلمي، والعديدُ من اهتمامات الخيال العلمي تتمحور حول السفر عبر الزمن إلى الماضي. فمثل هذا السفر يثير أسئلةً كثيرةً، مثل ما إذا كان يمكنك العودة في الوقت وإيقاف حصول حدثٍ سيّئ.
ويشير العلماء إلى أنَّ فيزياء كوننا تبدو وكأنَّها تمنع حصول ذلك، على الأقل بقدر ما يمكننا رؤيته وفهمه، ولكن من المدهش أنَّ بعض معادلات النظرية النسبية العامة قد تسمح بالعودة عبر الزمن إلى الماضي، حيثُ تناقش هذه النظرية بشكلٍ أساسي كيف أنَّ الأجسامَ الضخمة تشوه الزمكان، واللّذين نشعر بهما كما نشعر بالجاذبية...
وفي النهاية فإن هذا المضوع لا شك ان شديد التعقيد وقد يكون من وجهة نظر الكثيرين غير منطقيا وغير قابل للتطبيق .. ولكن .. لماذا لو عاد بنا الزمن للوراء.. وجاءتنا فرصة للجلوس مع شخص فقدناه؟..