یؤكد خبراء النفس أن الانتقاد يدمر العلاقات الصحية. لا بأس بالتعبير عن الإحباط إن كان شخصٌ يتصرف بطريقة تؤذيك، ولكن النقد المفرط قد يسبب توتراً في علاقة تدريجياً. وينصحون بالسعي لتغيير السلوكيات من أجل تجنب البدء بنقد الآخر، ومن ثم إيجاد طرق فعالة للتواصل في حال قيام أحدهم بتصرف يضايقك.
ولا شك أن النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والإطلاع عالية، وفهم راق لمسألة الرأي والرأي الآخر، وإدراك الاختلاف بين الأمزجة والأهواء والميول البشرية. . وحتى مع توفر كل تلك الشروط، إلا أنه يبقى للنقد أثره في النفس الإنسانية.
وفي الحقيقة فإن موضوع النقد الذي أحببنا أن أثيره اليوم مهم، لأنه يحدث بشكل دائم في أي بيئة يتعامل الناس مع بعضهم البعض، مثل البيت أو العمل أو مكان عام أو غيرها من بيئات. ومن الطبيعي أنه لا يقع النقد للأعمال إلا لأن هناك أخطاء تقع أو ربما تقع. . فلو كانت الأعمال تُنفذ بشكل سليم ودون أخطاء، فإن الغالب هو ألا يجد النقد محل له، وهذا يكاد يكون غير واقعي بين البشر، باعتبار أن الإنسان العامل يخطئ، وليس في ذلك ما يعيب، بل العيب في معرفته والإصرار عليه !
وأما فيما يتعلق بنقد الذات فكثيراً ما يقال إن النقد الذاتي شيء جيد.. إلا أن «محاسبة النفس» قد تتحول لصورة مؤذية من «جلد الذات» إن لم نلاحظ الفرق بينهما جيداً!
في دراسة حديثة نشرت في إحدى المجلات الدورية العلمية وجدوا أن زيادة لوم النفس ونقدها باستمرار، أمر مضر لصحتنا النفسية.. لدرجة أن تقليل هذا النمط من التفكير يساعد في التعافي من الاكتئاب والوقاية منه!