ممكن ان نبين اسباب تقديم الناس على الحجارة في الأية الشريفة : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوْا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) بالنقاط التالية:
1- أحياناً يفرض المعبود الباطل من أمثال "فرعون" على عابده عوامله النفسيّة أو السياسيّة أو الاقتصاديّة، أو ما شابهها من خلال الإغواء والإضلال والإرعاب والتهديد والتحديد والتجبيب، والتطميع من أجل أن يشتري منه بضاعة عبادته بثمن بخس.
2- في مثل هذه الحالة فإنّ المعبود الباطل هو أسوأ حالاً من العابد وأسرع في ولوجه إلى جهنّم، كما قد مرّ ذكره بخصوص فرعون.
3- وأحياناً أخرى فإنّ العابد نفسه، جرّاء جهله العلميّ أو جهالته العمليّة، هو الذي يبادر "عن جهل" إلى عبادة المعبود، كما هو الحال في عبادة الأصنام والأوثان المعهودة، ففي مثل هذه الحالة يكون العابد أسوأ من المعبود وأكثر عرضة للعذاب منه.
4- من هذا المنطلق فقد قُدّمت كلمة ﴿الناس﴾ على ﴿الحجارة﴾ في الآية مورد البحث، كما ورد في الآية ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ...﴾ ، وكذلك الآية ﴿اُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ ...﴾ ، فقد ذُكر العابدون قبل المعبود، وإن كان التقدّم اللفظيّ غير ذي تأثير كبير، لكنّه في الجملة إشعار بالاهتمام بالموضوع.
تفسير تسنيم ج ٢ ص ٥٥٢
إقرأ أيضا: تأملات قرآنية ح17 (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ.....)