ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب، وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، صلى الله عليهم أجمعين .
وقد اجاد الشاعر حين قال: ((ان القصائد تستحي يا زينبُ)) في ذكرى مولد عقيلة الهاشميين
إنّ القصائد تستحـي يـا زينـبُ *** إذ تمتطي سرج المديـح وتركـبُ
أحرى بهـا هـذا الحيـاء يلفّهـا *** نور الشموس أمام نـوركِ يغـربُ
ولد العفافُ وكـلّ ذكـر طيّـب *** لمّا ولدتِ وأزهـرت بـكِ يثـربُ
ماذا عساي أقول بعـد ولـم يـزلْ *** ثغـر الزمـانِ بزينـبٍ يتطـيّـبُ
تلك التي ضُـرب المثـال بصبرهـا *** وعفافها هـو للمثـال المضـربُ
تلك التي من خدرهـا نهـل العـلا *** شمس تشعّ وإن حواها المغـربُ !!
فالصبر فيهـا قـد تجـدّد روحـه *** والبـذل فـي ينبوعهـا يتقلّـبُ
اقرأ أيضا
هي في الفصاحة والتجلّـد حيـدر *** ولفاطـمٍ ذاك العفـافُ الأعجـبُ
مَن مثلهـا؟ إلاّ التـي هـي أمّهـا *** هي بنت فاطمة، فمن يستغـرب؟!
وحفيـدة الهـادي النبـيّ محمّـدٍ *** وكفاهُ فخراً مَـن لأحمـدَ يُنسَـبُ
وأبوها مولى المؤمنين ،فمـا تـرى *** ستكون زينبُ والأمير هو الأبُ ؟!
أخواها سبطا المصطفى هل مَن لهـا *** أَخَوانِ مثلهمـا بمجـدٍ تُغلَـبُ؟!
لو غيـر فاطمـةٍ تراهـا أنجبـتْ *** شمساً كزينبَ عنـد ذاكَ سنعجـبُ
لكنّ هذي الشمس من شمس زهتْ *** وهل الشموس سوى ضياء تنجبُ؟!
حملـت فضائـل أمّهـا ومصائبـاً *** منها الجبـال بحملهـا تتكبكـبُ
ظلّت بخـدر ليـس بعـده مثلُـهُ *** حتّى أُعـدّتْ للحسيـن مراكـبُ
ظعنتْ لأمـر مـا سواهـا أهلـه *** وكأنمـا خُلقـتْ لذلـك زينـبُ
شهد الزمانُ على عظيـم صنيعهـا *** في الطفّ لمـا الطاهـرون تخضّبـوا
بدموعها شنّـت حروبـا زلزلـتْ *** عرشا له الأعناق ظلّـتْ تُضـرَبُ
مازال ذكرُكِ خالـداً يـا زينـبُ *** نهر الخلود بطيب ذكـركِ يعـذُبُ
الناس تطـربُ للقريـض منمقـا ً *** تشدو به حتـى وإن هـو يكـذبُ
لكـنْ بمـدح الطاهريـن فإنّـنـا *** بالصدق قبل بديع نظمـه نطـربُ
نحن العطاش لفرحة وقـد انبـرى *** ميلاد زينب وهـو نعـم المشـرَبُ
به نرتـوي فرحـا وهديـا قيّمـا *** يبقـى نميـرا طيبـا لا ينـضـبُ
والناس تهرب نحـو وهـم عندمـا *** يجتاحها من طـول هـم غيهـب
ولنا بعتـرة أحمـد عنـد الأسـى *** نعم المـلاذ بهـم ونعـم المهـربُ
و أقول للأخـوات هـذي زينـب *** اطلبن زينب فهـي نعـم المطلـبُ
هيا اقتفيـن بوسـط ليـل نورهـا *** و اهجرن ما لو أبصرته ستغضـبُ
أرسمن بعـض مسـرة فـي عينهـا *** تلك الذي قضت الليالـي تنحـبُ
و اجعلنها تـدري بـأن مصابهـا *** ما راح هدرا بل بكـن المكسـبُ
إنّ الحـروف تصيـر درّا ً حينمـا *** ذكرا لزينب في الحناجـر تصحـبُ
و ترى المداد على السطـور كأنـه *** من مدحها العطر الأريـج الطيّـب
إنّ السحاب أمـام زينـب ينحنـي *** و النجم حاشا من علاهـا يقـربُ
و فـم الزمـان بذكرهـا مترنّـم *** و جمـاره مـن روحهـا تتلهّـب
لما اللسـان يقـول زينـب إنمـا *** يحكي العلا و يشعّ فيـه الكوكـبُ
فخر النساء و حقهـن فليـس فـي *** جلّ الرجال بكـل عصـر زينـبُ
حوراء، سيّدتي ، بحقـك، بالألـى *** ادعي بتفريـج لكـرب يكـرُبُ
ادعي بإشعـاع لشمـس تختفـي *** بغيابهـا فالظلـم يطغـى يغلـبُ
بكِ أسأل المولـى لإخوانـي ولـي *** عفـوا يغشّينـا وخيـراً يُسكَـبُ
وصلاة ربّـي والسـلام عليكمـو *** ماظلَ فـي الدنيـا يـراعُ يكتـبُ
إقرأ أيضا: لميلاد زينب الكبرى (ع) قصيدة بالذكرى المباركة