قصيدة في ذكرى ولادة الحوراء زينب عليها السلام

السبت 11 ديسمبر 2021 - 07:07 بتوقيت غرينتش
قصيدة في ذكرى ولادة الحوراء زينب عليها السلام

أهل البيت-الكوثر: في غضون السنة السادسة من الهجرة استقبل البيت العلوي الفاطمي الطاهر ـ بكل فرح وسرور، وغبطة وحبور، الطفل الثالث من أطفالهم، وهي البنت الأولى للإمام أمير المؤمنين والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام).

ففي اليوم الخامس من شهر جمادى الأولى ولدت السيدة زينب، وفتحت عينها في وجه الحياة ، في دار يشرف عليها ثلاثة هم أطهر خلق الله تعالى : محمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين، وفاطمة سيدة نساء العالمين، صلى الله عليهم أجمعين .
وقد اجاد الشاعر حين قال: ((ان القصائد تستحي يا زينبُ)) في ذكرى مولد عقيلة الهاشميين

إنّ القصائد تستحـي يـا زينـبُ *** إذ تمتطي سرج المديـح وتركـبُ

أحرى بهـا هـذا الحيـاء يلفّهـا *** نور الشموس أمام نـوركِ يغـربُ

ولد العفافُ وكـلّ ذكـر طيّـب *** لمّا ولدتِ وأزهـرت بـكِ يثـربُ

ماذا عساي أقول بعـد ولـم يـزلْ *** ثغـر الزمـانِ بزينـبٍ يتطـيّـبُ

تلك التي ضُـرب المثـال بصبرهـا *** وعفافها هـو للمثـال المضـربُ

تلك التي من خدرهـا نهـل العـلا *** شمس تشعّ وإن حواها المغـربُ !!

فالصبر فيهـا قـد تجـدّد روحـه *** والبـذل فـي ينبوعهـا يتقلّـبُ

اقرأ أيضا

هي في الفصاحة والتجلّـد حيـدر *** ولفاطـمٍ ذاك العفـافُ الأعجـبُ

مَن مثلهـا؟ إلاّ التـي هـي أمّهـا *** هي بنت فاطمة، فمن يستغـرب؟!

وحفيـدة الهـادي النبـيّ محمّـدٍ *** وكفاهُ فخراً مَـن لأحمـدَ يُنسَـبُ

وأبوها مولى المؤمنين ،فمـا تـرى *** ستكون زينبُ والأمير هو الأبُ ؟!

أخواها سبطا المصطفى هل مَن لهـا *** أَخَوانِ مثلهمـا بمجـدٍ تُغلَـبُ؟!

لو غيـر فاطمـةٍ تراهـا أنجبـتْ *** شمساً كزينبَ عنـد ذاكَ سنعجـبُ

لكنّ هذي الشمس من شمس زهتْ *** وهل الشموس سوى ضياء تنجبُ؟!

حملـت فضائـل أمّهـا ومصائبـاً *** منها الجبـال بحملهـا تتكبكـبُ

ظلّت بخـدر ليـس بعـده مثلُـهُ *** حتّى أُعـدّتْ للحسيـن مراكـبُ

ظعنتْ لأمـر مـا سواهـا أهلـه *** وكأنمـا خُلقـتْ لذلـك زينـبُ

شهد الزمانُ على عظيـم صنيعهـا *** في الطفّ لمـا الطاهـرون تخضّبـوا

بدموعها شنّـت حروبـا زلزلـتْ *** عرشا له الأعناق ظلّـتْ تُضـرَبُ

مازال ذكرُكِ خالـداً يـا زينـبُ *** نهر الخلود بطيب ذكـركِ يعـذُبُ

الناس تطـربُ للقريـض منمقـا ً *** تشدو به حتـى وإن هـو يكـذبُ

لكـنْ بمـدح الطاهريـن فإنّـنـا *** بالصدق قبل بديع نظمـه نطـربُ

نحن العطاش لفرحة وقـد انبـرى *** ميلاد زينب وهـو نعـم المشـرَبُ

به نرتـوي فرحـا وهديـا قيّمـا *** يبقـى نميـرا طيبـا لا ينـضـبُ

والناس تهرب نحـو وهـم عندمـا *** يجتاحها من طـول هـم غيهـب

ولنا بعتـرة أحمـد عنـد الأسـى *** نعم المـلاذ بهـم ونعـم المهـربُ

و أقول للأخـوات هـذي زينـب *** اطلبن زينب فهـي نعـم المطلـبُ

هيا اقتفيـن بوسـط ليـل نورهـا *** و اهجرن ما لو أبصرته ستغضـبُ

أرسمن بعـض مسـرة فـي عينهـا *** تلك الذي قضت الليالـي تنحـبُ

و اجعلنها تـدري بـأن مصابهـا *** ما راح هدرا بل بكـن المكسـبُ

إنّ الحـروف تصيـر درّا ً حينمـا *** ذكرا لزينب في الحناجـر تصحـبُ

و ترى المداد على السطـور كأنـه *** من مدحها العطر الأريـج الطيّـب

إنّ السحاب أمـام زينـب ينحنـي *** و النجم حاشا من علاهـا يقـربُ

و فـم الزمـان بذكرهـا مترنّـم *** و جمـاره مـن روحهـا تتلهّـب

لما اللسـان يقـول زينـب إنمـا *** يحكي العلا و يشعّ فيـه الكوكـبُ

فخر النساء و حقهـن فليـس فـي *** جلّ الرجال بكـل عصـر زينـبُ

حوراء، سيّدتي ، بحقـك، بالألـى *** ادعي بتفريـج لكـرب يكـرُبُ

ادعي بإشعـاع لشمـس تختفـي *** بغيابهـا فالظلـم يطغـى يغلـبُ

بكِ أسأل المولـى لإخوانـي ولـي *** عفـوا يغشّينـا وخيـراً يُسكَـبُ

وصلاة ربّـي والسـلام عليكمـو *** ماظلَ فـي الدنيـا يـراعُ يكتـبُ

إقرأ أيضا: لميلاد زينب الكبرى (ع) قصيدة بالذكرى المباركة