واندلع حريق هائل طال مكاتب البناية العالية الواقعة بمنطقة مونبليزير ودفع بعض الموظفين والقياديين إلى محاولة النجاة بأنفسهم من ألسنة النيران والدخان الكثيف عبر القفز من الشرفات.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها العثور على جثة متفحمة داخل المقر تعود لشخص عمل كعون استقبال في الحزب.
ويرجح أن يكون الشخص المتوفى وراء اندلاع الحريق في المقر.
وقال القيادي في الحركة محمد القوماني لوسائل إعلام محلية إن الحريق اندلع بعد أن سكب سجين سياسي سابق من الحزب البنزين في قاعة الاستقبال وأشعل النار احتجاجا على عدم تلقيه تعويضات.
وأضاف القوماني “يتضح مرة أخرى أن تونس لم تعالج جراح الماضي والعدالة الانتقالية لم تبلغ أهدافها النهائية”.
وتبنت تونس مسارا للعدالة الانتقالية بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الاستبداد لكن كثيرون من السجناء السياسيين يتهمون الدولة والهيئة المشرفة على العدالة الانتقالية بالتنكر لحقوقهم المالية وحقهم في التعويضات.
وأفادت وزارة الداخلية بنقل 18 مصابا في الحريق لتلقي العلاج منهم 16 حالة اختناق بسيط وشخص تعرض لحروق متفاوتة الخطورة وشخص آخر تعرض لكسور متعددة.
وأظهرت مقاطع فيديو من أمام مقر النهضة إصابة القيادي علي العريض إثر سقوطه من إحدى الشرفات بالإضافة إلى إصابة رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني بحروق.
ويواجه الحزب الأكبر في تونس أزمة وانقسامات داخلية وموجة استقالات منذ إعلان الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية في 25 تموز/يوليو الماضي وتجميد البرلمان، ومن ثم تعليقه العمل بمعظم مواد الدستور تمهيدا لإصلاحات سياسية.