وجاءت هذه الخطوة على إثر ما اعتبره الأعضاء الـ15، ”فقدان هذه المؤسسة لوظيفتها الرقابية واستقلالية قرارها“، محذرين من ”سيطرة المكتب التنفيذي على القرارات داخل الحركة“.
وأكد الأعضاء الموقعون على البيان الداخلي الذي نشرته صحيفة ”الشارع المغاربي“ في صحفتها على موقع التواصل فيسبوك، ”تمسكهم بهذا الموقف إلى أن تتفاعل القيادة الحالية مع المطالب الأساسية للإصلاح، وتستجيب لها، توفيرا للحد المعقول من فرص تجاوز الوضع الراهن“.
ودعا أعضاء الحركة إلى ”إعلان الصف القيادي الأول للحركة من الآن بقيادة راشد الغنوشي وعلي العريض ونور الدين البحيري، أنهم غير معنيين بالمؤتمر القادم للحركة“.
واعتبروا أن ”القيادة القائمة استنفدت رصيدها بالكامل، وفشلت في التفاعل مع مقتضيات المرحلة واستحقاقاتها“، مؤكدين ”ضرورة اعترافها بذلك وبتحملها المسؤولية“.
وبحسب الموقعين على البيان فإنه ”لم يعد للقيادة الحالية ما تضيفه، بسبب الفشل في إدارة الأوضاع الداخلية والخارجية من جهة، والدور الذي لعبته في التمطيط والتأجيل الممنهج لتاريخ المؤتمر“، وذلك في إشارة إلى تأجيل عقد المؤتمر.
وأشار القياديون في الحركة إلى أن ”ما يؤكد هذا النزاع، هو ما حصل في الدورة الأخيرة لمجلس الشورى من مشاحنات، بسبب شبهات تعلقت بلجنة الإعداد المضموني للمؤتمر، والتي تشير إلى انخراط بعض أعضائها في عمل مواز والاشتغال على رؤية جرى التكتم عليها حتى بعد الانتهاء من إعداد المشاريع الأولية للوائح“، وفق قولهم.
وحذر الموقعون على البيان، من أن ”عدم إنجاز المؤتمر في موعده المقرر وفق الصيغ القانونية والإجراءات التنظيمية المتفق عليها يعد فشلا آخر للقيادة التنفيذية والشورية الحالية، كما ستكون سببا إضافيا لاتخاذ المواقف الحاسمة في العلاقة بالقيادة الحالية“.
وعبر الموقعون على البيان عن "بالغ قلقهم إزاء ما يحدث داخل الحركة والبلاد"، معتبرين أن ذلك يستوجب ”وقفة أكثر جدية وإجراءات في العمق على صعيد المؤسسات والقيادات وتحولا جذريا في إدارة الأزمة والعمل على احتوائها قبل فوات الأوان“ بحسب قولهم.
ويأتي هذا التطور داخل حركة "النهضة" بعد إعلان أكثر من 100 قيادي بها انسحابهم من العمل بمؤسسات الحركة احتجاجا على توجهاتها وسياسات المكتب التنفيذي، ورفضا للتوجهات العامة التي يرسمها رئيس الحركة راشد الغنوشي، متهمين إياه بـ“التفرد بالرأي صحبة فئة قليلة من حوله".