بعد ان سقى موسى (عليه السلام) للمرأتين رجعتا سراعا بالغنم إلى أبيهما شعيب (عليه السلام)، أنكر حالهما ومجيئهما سريعا، فسألهما عن خبرهما، فقصتا عليه ما فعل موسى (ع)، فبعث إحداهما إليه لتدعوه إلى أبيها، كما قال تعالى:- ( فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى استحيآء ) اي : مشي الحرائر، وهذا يدل على كرم عنصرها، وخلقها الحسن، فإن الحياء من الأخلاق الفاضلة، وخصوصا في النساء.
ويدل على أن موسى (ع)، لم يكن فيما فعله من السقي بمنزلة الأجير والخادم الذي لا يستحى منه عادة، وإنما هو عزيز النفس، رأت بنت شعيب (ع) من حسن خلقه ومكارم أخلاقه، ما أوجب لها الحياء منه، فـ{ قَالَتِ } له: { إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا } أي: لا لِيمُنَّ عليك، بل أنت الذي ابتدأتنا بالإحسان، وإنما قصده أن يكافئك على إحسانك، فأجابها موسى.
إقرأ أيضا: آداب قرآنية.. (2) الأدب الإلٰهيّ عند الإبتداء بالعمل