صلاة الليل.. كيفيتها وأثرها في العافية وسعة الرزق

الإثنين 29 نوفمبر 2021 - 14:44 بتوقيت غرينتش
صلاة الليل.. كيفيتها وأثرها في العافية وسعة الرزق

اسلاميات_الكوثر: صلاة الليل، من أهم النوافل المستحبة، وهي 11 ركعة، يبدأ وقتها من منتصف الليل حتى طلوع الفجر الصادق، وقد ورد في الأخبار أنها تبيض وجه المؤمن الذي يُصليها، وفي الحديث القدسي: «كذب من زعم أنه يحبني، فاذا جنّ عليه الليل نام عنّي».

فضلها

وهي صِلةٌ بين العبد وربه في وقتِ الخلوة بينهما حيث يناجيه بلسان المطيع الراغب المتذلل ، بها تطيب الرائحة، ويبيض الوجه، ويكثر الرزق، ويُزْهِرُ نور بيت المصلّ لأهل السماء، وتُزيل وحشةَ القبر، وقد تظافرت الروايات في التشويق والترغيب والتأكيد لما لهذه النافلة من أهمية وفضل:

عن النبي (ص): «الركعتان في جوف الليل أحب إليّ من الدنيا وما فيها».

عن الإمام الصادق (ع): «شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفُّ الأذى عن الناس».

عن النبي (ص): «عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ودأب الصالحين قبلكم ومطردة الداء عن أجسادكم...».

عن الإمام الصادق (ع): «ليس من شيعتنا من لم يصل صلاة الليل»

وقتها

من بعد انتصاف الليل وحتى طوع الفجر الصادق قبل وقت صلاة الصبح، وأفضل أوقاتها وقت السَّحَر، ومن لا يقدر على أدائها في وقتها أو يخاف فواتها فله أن يُصَلِّيها قبل النوم إذا خاف أن لا يقوم لها.

قضاؤها بعد وقتها

وفي الرواية أن من يقضيها: «باهى الله به ملائكته فقال: أما ترون عبدي هذا، قد قام من لذيذ مضجعه إلى صلاة لم أفرضها عليه، اشهدوا أني قد غفرت له».

كيفيتها

الصلاة ثمان ركعات، تُسمى (نافلة الليل).

الصلاة ركعتان، تسمى (الشفع).

الصلاة ركعة منفردة، تُسمى (الوتر).

مستحباتها

وردت فيها الكثير من المستحبات، ومنها:

عند القيام من النوم

إذا استيقظت من النوم تقول: «الحَمْدُ للهِ الَّذي أَحْيانِي بَعدَ أَن أَماتَنِي وَإلَيْهِ النُّشُور، الحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ عَلَيَّ رُوحِي لأحْمدهُ وَأَعبُدَهُ».

عند القيام من الفراش: «اللّهُمَّ أعِنِّي عَلى هَوْلِ المُطَّلَعِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ المُضْجَعَ وَارزُقْنِي خَيْرَ مَا بَعْدَ المَوْتِ».

نافلة الليل

في الأولى الحمد و التوحيد، والثانية الحمد والكافرون .

وأما الست الباقيات فيقرأ الحمد وما يشاء فيها من السور، ويمكن الاقتصار في الجميع على الحمد فقط.

قنوت صلاة الليل

ويستحب فيه أن يقول: «سَبْحَانَ اللهِ» ثلاث مرات، أو تقول: «اللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَعَافِنَا وَاعْفُ عَنَّا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيء قَدِير» أو تقول: «رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَ الأَعزُّ الأَجَلُّ الأَكْرَمُ».

ركعتا الشفع

وهي ركعتان بالحمد والتوحيد ثلاثاً في كل ركعة ، أو الحمد والناس في الأولى، والحمد والفلق في الثانية .

وبعد الفراغ يقرأ هذا الدعاء: «إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هَذَ اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقصدَكَ القاصِدُونَ وَأمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعرُوفَكَ الطالِبُونَ وَلَكَ فِي هذَا اللَّيل نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقُ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ وَها أَنا ذَا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ فَإنْ كُنتَ يا مَوْلايَ تَفَضَّلتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى أحَد مِنْ خَلْقِكَ وعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَة مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحمَّد وَآلِ مُحَمَّد الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ وجُدْ عَلَيِّ بِطَوْلِكَ وَمعْرُوفكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد خَاتَم النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطّاهِرِينَ وَسلَّمَ تَسْلِيماً إنَّ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ إنّي أدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاستَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ».

ركعة الوتر

في الرواية: «من قام قبل الفجر وصلّى الوتر وركعتي الفجر كُتب له صلاة الليل».

وعن الصادق (ع): «أما يرضى أحدكم أن يقوم قبيل الصبح ويوتر ويصلي ركعتي الفجر وتكتب له صلاة الليل».

وهي: ركعة واحدة بالحمد مرّة والتوحيد ثلاثاً والفلق والناس مرّة.

ثم يقنت، وفيه:

الدعاء بما يشاء، وأن يكون البكاء أو التباكي والخشوع ظاهراً وباطناً في حالة الصلاة والدعاء.

7 مرّات: «هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّار».

70 مرّة: «أسْتَغفِرُ اللهَ رَبِّي وَأتُوبُ إلَيْهِ».

تدعو لـ (40) مؤمناً (ويمكن الزيادة) ويقول: «اللّهُمَّ اغفِرْ لِفُلانَ اللّهُمَّ إغْفِرْ لِفُلانَ» ويعدّهم.

300 مرّة: «ألْعَفْوَ ألْعَفْوَ...» كما كان يفعل الإمام زين العابدين (ع).

ثم يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُب عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الغَفُورُ الرَّحِيمِ».

بعد الفراغ من قنوت الوتر

يكمل الصلاة ويسلم ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء (س)، وبعده يقول:

3 مرّات: (سُبْحانَ رَبِّيَ المَلِك القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ).

ويقرأ دعاء الحزين المروي عن الإمام السجاد (ع).

3 مرّات: سورة القدر

7 مرّات: سورة التوحيد

10 مرّات: (اللهم صل على محمد وآل محمد) وعجل فرجهم.

أحكامها

ملخّص ما في الرسائل العملية في أحكام تختص بصلاة الليل:

يجوز الصلاة من جلوس ابتداءً واختياراً ، ولكن قيل: يحسب كل ركعتين من جلوس عن ركعة من قيام. أما المضطر فيقتصر على 11 ركعة ولا تبديل فيها .

يجوز أداء صلاة الليل في أي وضع يتمكن منه، من قائماً أو جالساً أو نائماً أو ماشياً أو على ظهر دابة.

يمكن الاقتصار على ركعتي الشفع وترك النافلة إذا ضاق الوقت .

يمكن الاقتصار على ركعة الوتر إذا ضاق الوقت أكثر .

يمكن الاقتصار على الحمد في جميع الركعات. كما يمكن الاقتصار على القنوت الأولى من الركعتين الأوليين وتركه في باقي الركعات حتى الوتر .

يستحب أن يُطيل في القنوت مع الخشوع، والأفضل القنوت بالأدعية والمناجاة الواردة عن أهل البيت .

يجوز للمسافر تقديم صلاة الليل قبل وقتها .

كذلك يجوز تقديمها لمن يخاف فوات الصلاة وعدم إدراك وقتها أن يقدّمها عن وقتها .

أيضاً يجوز للشيوخ ومن يخاف البرد أو يخاف من الاحتلام وعدم التمكن من الغسل أن يقدم صلاة الليل عن وقتها .

لا يجب أداء الركعات الـ 11 دفعة واحدة متتالية، بل يجوز توزيعها على طول الوقت وفي فترات متقطعة .

يستحب رفع الصوت في صلاة الليل ليستيقظ من يريد الصلاة ممن هو معه .

لا يجب سجود السهو فيما لو زاد أو نقص في الصلوات المستحبة ومنها صلاة الليل.

ما كُتب فيها

‌* آداب صلاة الليل: محمد باقر الفشاركي الأصفهاني (نسخة خطية في المكتبة الوطنية ـ طهران).

صحائف الأبرار في وظائف الأسحار: الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء .

صلاة الليل، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، طبع مؤسسة إسماعيليان ـ قم المقدسة .