الدولة الاسلامية..... مباديء و خصائص العمل وقيمته في النظام الإسلامي
1- اذا كانت الآية الأولى المذكورة أعلاه تشير إلى حالة عامة من العمل وانه كثيرا ما ينظر اليها المفسرون على انها تشير إلى تنبيه الإنسان على ضرورة القيام بالأعمال ألصالحة والعبادات من صلاة وصيام ونسك وحج إلى آخره وترك الأعمال الشريرة او الأعمال التي توصل الأذى للآخرين وانه يجب أداء الأعمال الصالحة بإخلاص لله بعيدا عن كل رياء و شبهة حيث انه سيتم الاطلاع عليها من قبل الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) وأيضا من قبل المؤمنين.
2- يمكننا أن نذكّر انه لايمكن ان ننكر ان الاية الثانية انما تشير الى الامتثال بالقيام بالعمل العام واطاعة الامر الالهي للعمل في مختلف مجالات الحياة العامة.
3- صحيح ان القران الكريم كتاب تربية وتزكية دينية يشير على الانسان ان يعمل الصالحات ما دام حيا، الا انه لا يمكن ابدا حصرالقران الكريم ضمن هذا النطاق وتجريده عن منهج الحياة اليومية، ليس منهج العبادات والمناسك والأخلاق والسلوك القويم على اساس تربوي فحسب كما يحلو لكثير من العلمانيين او المتغربين ان يحصروه ضمن هذا الإطار، بل هو كتاب منهج حياة بكامل أبعادها الاجتماعية والسياسية كما سنرى.
4- صحيح ان الاية الاولى قد تشير الى ذلك المعنى التريوي والخلقي الا ان اطلاق كلمة اعملوا في الاية لا تدع مجالا للشك في انها تحمل معنى اوسع للعمل في مختلف مجالات الحياة العامة وليست تخص المجال الفردي العبادي، وتؤكد على ان عمل الإنسان كله بكل اشكاله سيكون أمام الله والرسول الأكرم (ص) بل والمؤمنين فما اجدر به ان يراقب الانسان نفسه واعماله كلها بجميع جوانبها قبل ان تعرض على غيره ويحاسب عليها.
5- اذا كان هناك من يشكك في اطلاق وعموم الآية الأولى لشمولها مختلف مجالات الحياة فإنه لا يمكنه ابدا أن ينظر إلى الآية الثانية بتلك النظرة الضيقة والمحدودة، اذ من الواضح جدا انها تؤشر إلى الأعمال العامة في الحياة، وحيث انها تشير إلى أمر الله تعالى على لسان النبي سليمان (ع) بعد ان كان ملكا ونبيا وكان داوود (ع) ايضا ملكا عندما أعطاه الله الحكم والنبوة.
6- وحيث ان على الحاكم او الملك ان يدير دفة الحكم السياسي وذلك بلحاظ انه على رأس أعلى سلطة في الدولة فما عليه إلا ان يدير ويوجه شعبه كما نرى في الاية الاشارة الى (ال داوود) التي ترمز الى إلناس او الشعب، أن يوجههم الى أهم ركن اساسي في برنامج الحكومة وهو العمل وان يحدد مسارات العمل حسب حاجات الدولة والدين وحاجات الناس وحسب الاية (اعملوا ال داوود شكرا..).
7- أن الأعمال الأساسية المشار إليها في الآية بشكل عام (يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) انما هي تشير الى البناء والمدنية الحديثة والفنون والبيئة، ولكن ليس من باب الإسراف والترف بل من أجل تحقيق مصالح الناس، ولكن بحلل او أشكال فنية جميلة، فالله جميل يحب الجمال كما يقال.
8- في الحلقة القادمة أن شاء الله سنبين (اهمية العمل في الاسلام ودور الحكومة) والحمد لله ....
علي العلوي / قم المقدسة
إقرأ أيضا: رؤى سياسية قرانية.. ح 20 (النظرة إلى النظام الملكي)