اسمه وكنيته
اسم عبد المطلب "شيبة" ، وكنيته "أبو الحارث" ، وذكرت له عدة أسماء وألقاب : عامر ، سيد البطحاء ، ساقي الحجيج ، ساقي الغيث ، غيث الورى في العام الجدب ، أبو السادة العشرة (كان عنده عشرة أولاد) ، عبد المطلب ، حافر زمزم ،إبراهيم الثاني ، الفياض.
نسبه
أبوه هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي ، وسلسلة أجداده تنتهي الى نبي الله إبراهيم "ع" ، وأمه سلمى بنت عمرو بن زيد من بني النجار الخزرجية. تزوج بها هاشم حين سافر الى يثرب وقد توفي أبوه في مدينة غزة "بفلسطين" أثناء رحلة الصيف ودفن فيها، لذلك سميت غزة بـ«غزة هاشم»، ولا يزال "عبد المطلب" في بطن أمه، وقد بقي في يثرب "المدينة المنورة" الى سن السابعة من عمره ، في السنة السابعة من عمره ذهب عمه المطّلب الى يثرب وجلبه معه الى مكة ، ومن هنا سمي عبد المطّلب. وقيل: إن سبب شهرته بــ "عبد المطلب" نقل إن بعد وفاة هاشم أبوه ، كان في مكة مطلب من عموم الناس بإحضار إبنه من يثرب ، وأتو به من يثرب. فلما حضر الى مكة أطلق عليه الناس إسم عبد المطلب.
شخصيته
يقول اليعقوبي: كان عبد المطلب يعتقد بوحدانية الله تعالى، وقد كان كريما يطعم الناس في أيام المجاعة التي حصلت في مكة وأطرافها ، وكان يقول:
ونطعم حتى يأكل الطير فضلنا إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد
وكان يبتعد عن عبادة الأصنام ، وكان يوحد الله ، ويوفي بالنذر ، وقد سنّ الكثير من السنن التي أقرها الإسلام.
ويذكر اليعقوبي رواية عن النبي "ص" :إن الله يحشر جدي عبد المطلب بسيماء الأنبياء وهيبة الملوك.
وكان أبوه هاشم شيخ مكة وزعيمها، ولمّا توفي انتقلت الزعامة والرياسة الى عمّه المطّلب ـــ الذي أتى به من يثرب ــــ وبعد أن مات عمه المطّلب في اليمن انتقلت زعامة قريش إلى عبد المطلب.
تنقل الروايات التاريخية إن إبرهة الحبشي توجه بجيش كبير نحو مكة ، وجلبوا معهم الفيلة ؛ من أجل هدم الكعبة الشريفة.
أصحاب الفيل
وتنقل الروايات أن إبل عبد المطلب وقعت تحت سيطرة جيش إبرهة ، فذهب إليه عبد المطلب وطلب منه تحرير إبله ، فترك له إبرهة إبله ، فأخذها خارج مكة. فلامه بعض الناس وقالوا: كيف تشفع لإبلك دون الكعبة التي سيهدمها جيش إبرهة. فأجابهم: أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه. ثم رجع الى مكة وأمر الناس أن يهربوا الى خارج مكة وأن يجلبوا معهم أموالهم. وفي اليوم التالي حدثت المعجزة الكبرى حيث أرسل الله تعالى طير الأبابيل التي أبادت جيش أبرهة بما تحمله من حجار السجيل ، ولم يبقى منهم إلا القليل الذين فروا .
حفر زمزم
تنقل المصادر ن قبيلة جرهم كانت تحكم مكة المكرمة ، ولكن بسبب ظلمهم ثار الناس عليهم ، وأصبح قصي بن كلاب ـــ جد عبد المطلب ـــ رجل مكة الأول ، وكان عمر بن حارث آخر حاكم جرهمي قد ألقى المجوهرات والأموال والهدايا النفيسة التي كانت موجودة في الكعبة في بئر زمزم وأهال عليها التراب. وقد بقيت بئر زمزم مدفونة لسنوات حتى جاء عبد المطلب وعزم على حفر بئر زمزم ؛ ولهذا اجتهد وقتا طويلا كي يعثر على مكان هذا البئر كي يحفره ، وفي النهاية وصل الى مقصوده ومبتغاه حين عثر على مكان البئر المنسي. ويقال إنه راى في المنام أنه وجد البئر ، وأمر بحفره ؛ وهذا هو الباعث الذي جعله يبحث عن البئر حتى وصل اليها ، فقام بإرجاع الجواهر الى الكعبة ، وعاد ماء البئر كما كان.
نذره
تنقل الأخبار أن قريش طالبت عبد المطلب أن يشركهم في بئر زمزم وما وجد فيها من الجواهر، بينما هو كان يرى أنه أحق بهذه البئر وما فيها والتي حفرها وحده دون أي مساعدة من قريش ، فلا يحق لأحد أن يشاركه بها ؛ لأنه وحده الذي حفرها ، وكان عبد المطلب وحيدا في مواجهة قريش ، وكان يشعر بضعفه بسبب هذه الوحدة ، ولهذا نذر لله نذرا مفاده : إذا رزقه الله عشرة أولاد يذبح أحدهم قربانا له. وبالفعل رزقه الله عشرة أولاد ، فأجرى القرعة بينهم فوقعت القرعة على عبد الله والد النبي محمد (ص) ، فتمسك بالوفاء بنذره ولكن قريش منعته ، واقترحوا عليه طريقة أخرى وهي : أن يجري قرعة بين ذبح ولده أو ذبح ماعنده من الإبل ، فوافق على هذا الإقتراح ، فأجرى القرعة بين ذبح ابنه أو ذبح ناقة فخرجت القرعة على ابنه ، فزاد في الإبل فخرجت على ابنه ، واستمرت القرعة على هذه الحال الى أن وصل عدد الإبل الى مئة ناقة فخرجت القرعة على المئة ناقة ، فافتدي عبد الله بمئة ناقة. ولكن هناك من يرى إن هذا الخبر من وضع الأمويين يريدوا أن يشوهوا صورة جد النبي عبد المطلب ، من جهة انه يفعل أفعال الجاهلية ، وأن قريش أفضل منه حاولت منعه فهي لا ترضى بهذا الفعل.
إيمانه
كان عبد المطلب يدين بالحنيفية الإبراهيمية، نسبة الى إبراهيم الخليل (ع) ولم يكن يعبد الأصنام ، يقول المسعودي أحد المؤرخين المسلمين الذي عاش في القرن الثالث الهجري: لم يكن عبد المطلب ولا أجداد النبي (ص) الآخرين يعبدون الأصنام.
وينقل الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ النبي (ص) قال للإمام علي عليه السلام : لم يكن عبد المطلب يلعب القمار ، ولم يعبد الأصنام ، وكان يقول : أنا على دين أبي إبراهيم.
سنن عبد المطلب
نقل الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن الإمام الصادق (ع) إن النبي (ص) قال للإمام علي (ع) :لقد أجرى عبد المطلب خمسة سنن في الجاهلية قد أقرها الله في الإسلام : فقد حرم زواج الإبن من زوجة أبيه ، وجاء القرآن بمثل هذا : «وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ»
لما حفر بئر زمزم ووجد فيه المجوهرات التي رماها آخر حكّام جرهم وهي الهدايا المقدمة للكعبة ، أخذها له ودفع خمسها فقط ، والله تعالى يقول: «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ»
لما حفر زمزم سماه سقاية الحاج فأنزل الله عز وجل : "أَ جَعَلْتُمْ سِقايةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَومِ الْآخِرِ»،جعل عبد المطلب ديّة المقتول مئة ناقة ، وكذلك جعلها الإسلام، جعل أشواط الطواف سبعة ومن قبله لم تكن محددة بعدد.
وفاته
وفقاً للراي المشهور فإن عبد المطلب حين توفي كان عمر النبي (ص) ثمان سنين ، وقيل إن عمره عند وفاته كان 80 سنة ، وقيل 108سنة ، وقيل 140 سنة.
ويقال إن عبد المطلب طلب من بناته أن يرثينه قبل موته كي يرى رثائهن فيه قبل مماته ، فرثنه وبكين لرثائه. وينقل عن أم أيمن : أن النبي (ص) مشى خلف جنازته وهو يبكي حتى وصلوا الى محلة الحجون حيث دفن عبد المطلب الى جانب قبر جده قصي بن كلاب.
أولاده
لعبد المطلب عشرة أولاد هم:
الحارث
عبدالله
الزبير
أبو طالب
الحمزة
المقوم
العباس
ضرار
قثم
أبو لهب (عبد العزى)
وله ستة بنات هنّ:
عاتكة
صفية
أميمة
برة
أروى
أم حكيم
_________________
المصادر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن عبد البر ، ج1 ،ص:27
بحار الأنوار ، المجلسي ، ج15 ،ص:128
تاريخ اليعقوبي ،ج2 ،ص:11
أسد الغابة في معرفة الصحابة ، ج6 ،ص:151
أنساب الأشراف ، ج1 ،ص:65
ابن هشام ، السيرة النبوية ،ج1 ،ص:137
تاريخ الطبري ، ج3 ،ص:802
تاريخ اليعقوبي ، ج2 ،ص:363
تاريخ اليعقوبي ، ج1 ،ص :363
الطبقات الكبرى ، ابن سعد ، ج1 ،ص:77
الأخبار الطوال ، ص:92
ابن هشام ، السيرة النبوية ، ج1 ،ص:47
البداية والنهاية ، ابن كثير الدمشقي ، ج2 ،ص:244
تاريخ الإسلام من بدايته الى الهجرة ، علي الدواني ،ص:54
مروج الذهب ، المسعودي ، ج2 ،ص:109
الخصال ، الشيخ الصدوق ، ج1 ،ص:455
الخصال ،ج2 ، ص455
النساء :22
الأنفال:41
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ، ابن الجوزي ،ج2 ،ص،282
أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، ابن الأثير ، ج1 ، ص:23