سَلْ عن (خديجة) هاهنا الأنحاءَ *** وسل الربوعَ وسائل الأرجاءَ
وسَلِ الحطيمَ ومروةً وسل الصفا *** وسل المقامَ وكعبةً غَرَّاءَ
وسَلِ الشبيكةَ والنقا والمدعى *** وسل الحجونَ وسائلن كداءَ
وسَلِ الصخورَ بشعب عامر كلها *** ترنو لطه زوجةً عصماءَ
وسَلِ السهولَ عن الحبيبة والثرى *** وسل الجبالَ جميعَهَا وحراءَ
ينبيكَ عنها كلُّ شيء هاهنا *** يروي لنا عن أمنا الأنباءَ
فهي الحبيبة للحبيب (محمدٍ) *** وهي الكريمة أنجبت زهراءَ
خطبته حبا للأمين بمكةٍ *** خير الخلائق بالهدى قد جاءَ
يمتاز بالحسنى نقيا طاهرا *** يحيا كريما طيبا وضَّاءَ
صمدت بصبر في الحصار أبيةً *** بجوار (أحمدَ) واجهت أعداءَ
شنوا على طه المشفع حربهم *** وتَتَبَّعُوا صحبا له ضعفاءَ
وتعصَّبوا لحجارة نحتوا بها *** أصنامهم بضلالهم سفهاءَ
فتمسَّكت ذاتُ اليقين بدينها *** وتلألأت طهرا سما وضياءَ
وتقدمت كل الصفوف سخية *** تهدي النبيَّ تَدَثُّرَا وثراءَ
وبمالها وبجاهها وبروحها *** وبنفسها وبقلبها تتراءى
بمحبة الهادي البشير (محمدٍ) *** بالغار تحمل للحبيب غذاء
وبذروة قدسية برحابه= نالت من الله الكريم عطاءَ
(جبريل) بَشَّرَهَا بقصر فاخرٍ *** بالخلد تسكن روضةً خضراءَ
في دوحة الفردوس كان لأجلها *** من ربها أهدى لها الإهداءَ
أنا لا أزال بحبها بقصائدي *** مدحي لها قد سابق الشعراءَ
فهي الحبيبة للقلوب (خديجةٌ) *** أُمِّي تراعي بالهدى الأبناءَ
أمي وأُمُّ المؤمنين جميعهم *** واسأل هنا عن فضلها الأنحاءَ
تاريخُ إعزاز ومجد مشرق *** بالعزِّ يروي عبرةً فيحاءَ
سنظل نذكرها ونقرأ سيرةً *** عظمى تسابق في الذرا العلياءَ
رباه وفقنا بتوفيق به *** فضلا .. ننال بقربها الإدناءَ
صلى الإله على النبي وآلهِ *** ما مَجَّ بئرٌ بالحطيم الماءَ !!
شعر :: صبري الصبري
إقرأ أيضا: 10 ربيع الأول... زواج رسول الله (ص) من السيدة خديجة(ع)