نبذه مختصرة عن الامام الحسن (ع):
هو الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ولد في المدينة المنوّرة يوم الثلاثاء منتصف شهر رمضان في السنة 3 من الهجرة، وكانت كنيته: أبو محمد كناه بها رسول الله (ص)، ومن ألقابه: التقي، الزكيّ، السبط، والمشهور بالمجتبى.
بويع الامام السبط بالخلافة في 21من شهر رمضان سنة 40 للهجرة بعد استشهاد أمير المؤمنين علي (ع)، وبعد عام من البيعة عقد الصلح مع معاوية ، وقضى شهيدا بالسم الذي دسه اليه معاوية بن أبي سفيان عبر زوجته جعدة بنت الاشعث في شهر صفر سنة 50 للهجرة، حيث كان يبلغ 47سنة، قام بتجهيزه أخوه الامام الحسين عليه السلام وواراه في البقيع في المدينة، حيث مضجعه الان وقد هدم روضته الوهابيون في الثامن من شوال سنة 1344 هـ.
مظلومية الامام الحسن عليه السلام في حياته:
لم ينصف التاريخ الامام الحسن (ع) في طفولته، فعاش (ع) شطراً من طفولته مع جده المصطفى (ص)، ولم تطل فرصة أنسه بجده حتى رحل الرسول (ص)، ولم تمر فترة تنسيه شدة قساوة فقدان النبي (ص) حتى جاءت شهادة أمه فاطمة الزهراء (عليها السلام) لتضيف إليه لوعة إلى صفحات طفولته، لقد مضى الرسول (ص) والزهراء (ع) وكان عمر الإمام الحسن 7 سنوات، عاش فيها تنكر الأمة لوصية نبيها، من امتناع القوم من الإلتحاق بسرية "أسامة بن زيد" وتمرّدهم عليه، وتنازع القوم بشأن الدواة والكتف وما تلاها من الانقلاب في سقيفة بين ساعدة ونكران بيعة الغدير.
وقد عاصر الامام الحسن السبط معاناة ابيه أمير المؤمنين في ايام خلافته، والحروب التي وقعت بين المسلمين قادها (الناكثون والقاسطون والمارقون) وأخيرا استشهاد أمير المؤمنين على يد الشقي الخارجي "عبد الرحمن بن ملجم المرادي" وبيعة الناس للامام الحسن (ع) بالخلافة، غير ان بني امية لم يتركوا الامام وخلافته، وعملوا على النيل من مكانته الاسلامية وقربه من رسول الله (ص) جعلته يذق المرارة من قبل اهل زمانه لفهمهم الخاطئ لسياسته المباركة وصلحه مع معاوية.
مظلومية الامام الحسن (ع) عبر التاريخ:
لقد ظلم الامام الحسن (ع) من قبل أهل التاريخ، فلولا جهوده المباركة وقرارته الصائبة لأصبح المسلمون بعيدن كل البعد عن كتاب الله وسنة نبيه. لقد مرة الايام وهي تثخن الجراح به من فاجعة الى فاجعة، ومن فتنتة الى اخرى، حتى استشهد بالسم على يد زوجته "جعدة بنت الاشعث الكندي" بدسيسة من معاوية، ومنع بنو أمية الذين قادتهم "عائشة" من دفن الحسن السبط قرب قبر جده، حيث دفن في البقيع، ولا يزال الاعلام الاموي والأحاديث الموضوعة من قبل السلطة الاموية تعمل في ذهن عموم المسلمين، وعلى مدى 14 قرناً مرت على الأمة الاسلامية ولا زال غالبية المؤرخين متأثرين بالدعايات والروايات الأموية والعباسية، ويساعدون في ظلم أهل بيت النبوة ومنهم الامام الحسن السبط فيما يخص “ميثاق الصلح” مع معاوية أبن آكلة الأكباد، حقناً لدماء المسلمين وحفظا للرسالة النبوية الشريفة .ومن الاحاديث الاموية الموضوعة المنسوبة الى رسول الله (ص):”ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ”.
وفي زماننا الحاضر يواصل (الوهابيون) احفاد بين أمية سياسية اسلافهم، حيث قاموا في تفجير روضته في الثامن من شوال سنة 1344 هـ وما زال مرقده الشريف مساويا للأرض.
فالسلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا محمّدٍ الحسن السبط يوم ولدت ويوم استشهدت مظلوماً مسموماً ويوم تُبعث حيّاً.