في ذكرى وفاة خاتم النبيين (ص) واستشهاد سبطه الامام الحسن المجتبى (ع)

الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 - 07:17 بتوقيت غرينتش
في ذكرى وفاة خاتم النبيين (ص) واستشهاد سبطه الامام الحسن المجتبى (ع)

أهل البيت-الكوثر: في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر تمر علينا ذكرى وفاة سيد المرسلين وخاتم النبيين النبي الأكرم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك شهادة سبطه الشريف الامام الحسن المجتبى عليه السلام.

بهذه المناسبة الاليمة نرفع أحر التعازي الى مقام مولانا الإمام صاحب الزمان الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وقائد الثورة الاسلامية ومراجعنا العظام والامة الاسلامية، سائلين المولى ان يمن علينا بالسير على خطى أهل البيت (ع) وان يَمُنَّ على الاسلام بالنصر والعزة، انه سميع مجيب .

عند وفاة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) انقطع برحيله وحي السماء، وفُقِدَ أحد الأمانين لأهل الأرض، كما قال تعالى: "وَمَا كانَ اللهُ لِيعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يسْتَغْفِرُونَ" (الأنفال/ 33).

كان سيد المرسلين محمد (ص) المثل الأعلى في حسن الخلق، وغيره من كرائم الفضائل والخلال. واستطاع بأخلاقه المثالية ان يملك القلوب والعقول، واستحق بذلك ثناء الله تعالى عليه بقوله عز من قائل: {وانك لعلى خلق عظيم{.

وخير من يصف خلق الرسول الكريم (ص) هو الامام علي (ع) حيث يقل: (كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده).

وشجاعة النبي (ص) لا مثيل لها، فقد وصفه أمير المؤمنين الامام علي (ع) قائلا: (كنا اذا احمرّ البأس اتقينا برسول الله (ص) فلم يكن أحد منا أقرب من العدو منه).

وفي مثل هذا اليوم انتقل الرسول الاكرم (ص) الى الرفيق الأعلى عن عمر يناهز ثلاثاً وستين سنة. وطبقاً لوصيّته فقد غسله أمير المؤمنين علي (ع) وكفنه وصلى عليه ودفنه في بيته في الحجرة المطهرة بجانب المسجد .

وقد وصف أمير المؤمنين الامام علي (ع) حاله على فراق النبي (ص) قائلا: (لو ان الحزن واللوعة الذي أصابني عند فراق رسول الله (ص) أصاب الجبال لما تحملته).

ذكرى استشهاد سبط النبي الامام الحسن المجتبى (ع)

وكذلك يصادف يوم 28 صفر أيضاً استشهاد سبط رسول الله الامام الحسن بن علي (ع)، حيث استشهد مسموماً على يد زوجته جعدة بنت الأشعث الكندي بأمر من معاوية بن أبي سفيان (عليهم لعائن الله).

الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب المجتبى، ثاني أئمة أهل البيت بعد رسول الله (ص)، وسيد شباب أهل الجنة، وأحد اثنين انحصرت بهما ذرية رسول الله (ص)، وأحد الأربعة الذين باهى بهم رسول الله (ص) نصارى نجران، ومن المطهّرين الذين أذهب الله عنهم الرجس، ومن القربى الذين أمر الله بموّدتهم، وأحد الثقلين اللذين من تمسّك بهما نجا ومن تخلّف عنهما ضلّ وغوى، وهو المعصوم الرابع بعد النبي وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم.

عاش الامام الحسن السبط (ع) مع جدّه المصطفى (ص) سبع سنين وأشهراً ، ومع أبيه سبعاً وثلاثين سنة، ثمّ قام بأمر الخلافة الإلهية ستّة أشهر وثلاثة أيام حتّى وقع الصلح مع معاوية سنة 41 هجرية إثر تخاذل جنده وخيانة قادة جيشه، واستمرّت إمامته عشر سنوات حتّى شهادته.

وفي ذكر كيفية استشهاد الامام الحسن (ع)، قال الشيخ المفيد (قدس سره): "وضمن لها (زوجته جُعدة بنت الأشعث الكندي) أن يزوّجها بابنه يزيد، وأرسل إليها مائة ألف درهم، فسقته جعدة السم"، ففعلت وسمّت الإمام الحسن (ع)، فسوّغها المال ولم يزوّجها من يزيد. ودفن الامام السبط في بقيع الغرقد بالمدينة المنورة قرب قبر العباس عم النبي (ص) .

ختاماً نسأل العلي القدير ان يجعلنا ممن استقام على نهج نبيك (ص) وأهل بيته (ع)، وينوّر قلوبنا بتعاليمه، وان يجعل سعادة الدنيا والآخرة من نصيبنا، انه مجيب الدعاء.