أقام المؤتمر العالمي لمحبي أهل البيت عليهم السلام ندوة إلكترونية تحت عنوان “الشهيد سليماني خرّيج مدرسة الحسين عليه السلام”. شارك في هذه الندوة رئيس جماعة علماء العراق الدكتور الشيخ خالد الملا و ألقى كلمته حول شخصية الشهيد قاسم سليماني.
وفي نهاية كلمته ورداً على سؤال أشار فضيلته إلى مؤتمر أربيل وأعرب عن موقفه من هذا المؤتمر الذي تم عقده في سياق تطبيع علاقات بعض من المطبعين العرب مع الكيان الصهيوني و أردف قائلا: جميعا إستنكرنا هذا الموقف الخبيث الذي يأتي بظروف إستثنائية ولكن علينا أن ننظر إلى المسألة بعمق كبير وعمق هذه المسألة أنّ أمريكا والكيان الصهيوني تضغطان أولا على حكام المنطقة كلها، تضغطان عليهم بمشروع التطبيع ولكنهما لربما تنجحان لوقت ما بفترة وجيزة في بعض هذه الدول التي تجاورنا ولكنهم في العراق لم و لن يستطيعوا أن يمرّروا مشروع التطبيع. في العراق سوف يفشلون لأنّ العراق هو الصخرة الصلبة التي سوف يتكسّر عليها هذا المشروع الخبيث حينما يفشل الكيان الصهيوني بتمرير مشروعهم في العراق فإنّهم سوف يفشلون في كل المناطق في كل الدول على كل الشعوب ولهذا رأيتم الشعب العراقي بالأمس كيف وقف وقفة رجل واحد. هذا مؤتمر مدفوع ثمنه كما يقال.
هؤلاء الناس أداة رخيصة بيد الكيان الصهيوني. الآن أمريكا و الكيان الصهيوني ترغّبان بعض الأشخاص والشخصيات وتغريهم بالمال و تغريهم بطموح سياسي وتقولان أنّنا نعطيكم إقليما أو نعطيكم إنفصالا! فقط تعالوا إعترفوا بالكيان الصهيوني،طبّعوا وكذا!.
هذه كلها أكاذيب وسرعان ما تتخلى أمريكا عن حلفائها. أمريكا – لو فهم الفاهمون -لاتلتزم صديقا وهي لم تحافظ على الشاه وهو كان ملكا في إيران وكان شرطي الخليج الفارسي كما يُسمّى. لم تقف مع صدام حسين ولم تقف مع حسني مبارك ولا مع مع زين العابدين رئيس تونس ولاغيرهم!. هذه الدولة معروفة بسياساتها لاتمتلك مع دول أخرى على عقيدة أو دين أو أخلاق. أمريكا ليس لها حليف إلا الكيان الصهيوني وليس لها صديق إلا الكيان الصهيوني.
هو أشار إلى كلمة الإمام الخامنئي وقال: أذكر كلمة المرشد الإمام الخامنئي قالها في يوم من الأيام في إحدى المؤتمرات التي حضرها جماعة من العلماء: “أمريكا و الكيان الصهيوني تضعان قدمهما في المنطقة لنهب الثروات وتريدان أن تسطيطرا على ثرواتنا وعلى موانئنا وعلى خيراتنا وتستنزفنا بهذه الحروب كي تسيطرا علينا” ولكن إطمئنوا أيها الإخوة في الجمهورية الإسلامية وفي لبنان وفي سوريا و في كل أنحاء الأرض! إنّ مشروع التطبيع فاشل و وُلد ميّتا كما يقال.
وهو ردّ على سؤال طرح معه حول حكم التطبيع من ناحية الشرع وقال: دعني أكن معك صريحاً!. حينما طبّعت بعض الدول العربية والإسلامية خرج بعض العلماء والوعاظ وبرّروا هذا الموقف و حاولوا أن يعطوه وجهة شرعية وهذا الأمر ليس مستحيلاً لأنّ إستخدام النصوص وتقاطعات النصوص لربما تُستثمر في مثل هذه الظروف ولكنّ الحق واضح لأنّ قضيتنا في فلسطين ليست قضية سياسية وليست قضية عرب وعجم.
القضية في القدس قضية دينية وقضية إسلامية. هي جزء من ديننا وجزء من عقيدتنا فأي آية وأي حديث يجيزان للمطبّعين أن يطبعوا مع كيان إغتصب حق أمة؟!.
في الختام هو أفشى كواليس مؤتمر أربيل قائلا: الذّين أقاموا المؤتمر والذين حضروا في هذا المؤتمر مأجورون. نحن نتحدث كلمة الحق فكلمة الحق الّتي أُستشهد لها الإمام الحسين عليه السلام وأستشهد لأجلها الحاج قاسم سليماني و الحاج أبومهدي المهندس بإيمان وعقيدة سواء رضي عنّا الآخر أم لم يرضى. إنّ ما سمعنا من مؤتمر أربيل، هؤلاء قد قبضوا أجرهم وأجرهم مع الأسف الشديد أجر قليل، أن يبيت الإنسان في فندق أو يركب طائرة.
إنتفاضة العراقيين يوم أمس ضد التطبيع دليل قاطع على أنّه لايمكن لأحد ان يأتي بمشروع التطبيع على أرض العراق. الشيعة والسنة والعرب و الأكراد وقفوا ضد هذا المشروع حتى تراجع بعض المشاركون وتبرّأ بعضهم و "واسم الحردان" خرج على احد القنوات الفضائية و إعتذر بشان اقامة هذا المؤتمر.
أهل اللغة العربية حينما فسّروا لنا معنى التطبيع قالوا إنّ معنى “طبّع الشيئ يعني دنّسه” فأي نجاسة وخبث يستطيع الإنسان أن يشارك فيه.إطمئنوا مازال لدينا وحدة الشيعة والسنة ومازال لدينا مرجعيات واعية من أهل السنة والشيعة ومازال لدينا حشد قوي و متماسك ومازال لدينا صديق وأخ وفي مثل الجمهورية الإسلامية لن يستطيعوا أن يمرّروا هذه المشاريع وسوف تفشل برمّتها.