الدولة الاسلامية....مبادئ و خصائص ...القيادة للمعصوم أولا ثم الامثل
1- لقد أنشأ تبين الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الدولة الاسلامية بقيادته الحكيمة وتوفيق الله (تعلى) وتسديده، بعد ان أسلم الكثير واتبعوه وعاهدوا الله ورسوله على نصرة دينه بعد ان وجدوا الحق والعدل والحرية في هذا الدين الجديد الذي انقذهم من العصبيات والجاهليات التي كانت تطحنهم وتبيدهم وتنخر في قبائلهم من خلال حروب لا هدف لها إلا العصبية والعشائرية المقيتة.
2- ان حق القيادة والحكم إنما هو للنبي المعصوم المسدد من قبل الله (عز وجل)، وانه اذا ما توفرت له القواعد الجماهيرية المناصرة له في تحقيق رسالة التوحيد وعلى اساس من الوحي الالهي لأمكن من إيجاد دولة رسالية ذات أهداف إنسانية وبعيدة عن الظلم والجهل وإقامة دولة حضارية لا مثيل لها من ناحية العدل والعلم .
3- أن الأنبياء السابقين وعلى كثرة ما تم ارسالهم على مدى تاريخ البشرية وما بذلوه من جهود في مجال التبليغ والسعي لهداية الأقوام الذين أرسلوا اليهم، لم يتهيأ منهم إلا القليل في أن ينشؤا دولة العدل الالهي، فضلا عن ان الكثير منهم لم يلق الاستجابة المطلوبة من قبل الناس بل واجهوا السخرية والتكذيب .
4- القرآن المجيد ذكر لنا عددا قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد في نجاح النبيين لانشاء الدولة المنشودة بعد ان وجد من يستجيب لرسالته ومن هو مستعد لنصرته وتحقيق الأهداف الرسالية، منهم داوود وسليمان (عليهما السلام) وأخيرا الرسول الأكرم (صلى الله عليه و اله)، أما يوسف (ع) فقد سعى في نشر عقيدة التوحيد من خلال دولة الفرعون وإيجاد القاعدة الجماهيرية المناسبة بعد ان صار مستشارا وحاكما أعلى في تلك الدولة، ولكنه لم يقدر ان يتجاوز البعد الزماني لما بعده من ملوك الفراعنة، وتثبيت عقيدة التوحيد في غير بني إسرائيل وقليل ممن ناصروهم.
5- التأكيد على أهمية دور القيادة المعصومة والجماهير المؤيدة لها لتحقيق الدولة الإلهية المنشودة، فما لم يتوفر ذلك العنصران الاساسيان لا يمكن ضمان تحقيق دولة العدل الالهي بكامل مواصفاتها الواقعية المطلوبة.
6- ان القيادة المعصومة انما هي اصطفاء واختيار من الله (سبحانه وتعالى)، فقد يكون القائد نبيا او إماما مختارا من قبل الله تعالى، ويكون على مستوى من الطهارة والحكمة والسلوك القويم الذي يمتاز به النبي (ص) الا انه ليس بنبي (يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي) ويكون دوره الحفاظ على تطبيق الرسالة والحفاظ عليها من التحريف والبدع والتسديد في حال ظهور الاختلاف في الأمة وارشادها للطريق القويم.
7- الخلفاء بعد النبي الأكرم (ص) قد عملوا على فصل القيادة الربانية التي أمر بها الله (عز وجل) عن السلطة السياسية، فاوجدوا في الاسلام شرخا عظيما أدى إلى شرذمة الأمة الاسلامية وانقسامها، وإيجاد حالة عظيمة من المظالم لمجرد نزوات في الصدور أولئك الذين تولوا السلطة بغير حق، وازاحوا أولي الأمر الذين اختارهم الله تعالى لهم ذلك، وأوصى الرسول (ص) بهم.
و الحمد لله رب العالمين علي العلوي / قم المقدسة
إقرأ أيضا: رؤى سياسية قرانية.. ح 13 (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ...)