في هذا المجال قال قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله الخامنئي في كلمته امس( ان الشعب الايراني سيشارك في الانتخابات وسيعطي النظام السياسي مرة أخرى مزيدا من العزة. فالاعداء يریدون ابعاد الشعب عن نظامه الاسلامي والانتخابات تعد عملا صالحا تغضب الاعداء).
من الواضح إننا بحاجة ماسة حقا لتحرير الجمهورية الاسلامية من اشكال الترهل والتدجين والبيروقراطية والقوالب الخشبية التي تقف حجر عثرة امام تنفيذ الاهداف الثورية الكبرى.
واقع الامر ان الشعب الايراني يتطلع الى انعطافة جبارة في جميع مفاصل الدولة التي طالما اكتوت من تأثيرات التوجهات الحزبية والفئوية التي كانت احيانا تمارس دورا اعلى من مستوى الحكومة وتضع امام مسيرتها العقبات التي لم تعد سوى بالضرر الفادح على المواطنين ومعايشهم وحقوقهم في الحياة الكريمة .
ولطالما اكد سماحة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (دام ظله الوارف) ان ينحي السياسيون مصالحهم جانبا وان يركزوا جهودهم على خدمة الوطن والمواطن انطلاقا من المكاسب الوطنية التي حققتها ايران بفضل دماء الشهداء وتضحيات ابناء الشعب وصبرهم وثباتهم بوجه الضغوط الاستكبارية الاميركية والغربية، ووقوفهم بقوة بوجه المؤامرات الداخلية التي تحركها "اسرائيل" والاطراف المعادية للجمهورية الاسلامية.
بالنسبة للشعب الايراني من غير المفيد اليوم الرهان على الخطب والشعارات السياسية لان المواطنين يهمهم الافعال والنتائج والمعطيات . وبعد اكثر من 42 عاما فانهم اصبحوا يمتلكون خبرة واسعة وتجربة عملية ورؤية ناضجة ستجعلهم يسجلون ملحمة انتخابية كبرى تفوق بحضورها الانتخابات الرئاسية السابقة.
من المعروف ان الانتخابات في مختلف بلدان العالم تستند الى اصوات الناخبين وقد اثبتت الجمهورية الاسلامية خلال عشرات الانتخابات طيلة العقود الماضية ان الشعب فيها ذو حضور حاسم، كما ان عمليات الاقتراع فيها اكثر نزاهة وشفافية ومصداقية حتى من الدول الغربية التي تتشدق بالديمقراطية والحريات.
الامام الخامنئي اكد في هذا الصدد (ان كل الانتخابات الماضية في ايران كانت سليمة ونزيهة و انه دون مشاركة وحضور المواطنين في الساحات لا يتحقق ركن الجمهورية في النظام السياسي الاسلامي الايراني).
نستطيع التاكيد على ان الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر ستكون مصيرية وذات ابعاد جذرية على مستوى غربلة مسيرة الثورة والدولة في ايران من تلك المواقف والشوائب والشخصيات التي تسببت في تراجع هذه المسيرة وجنحت في سلوكياتها الى المهادنة مع الولايات المتحدة والغرب.
من المؤكد ان ابناء الشعب وخلال الاسابيع الماضية من المناظرات السياسية والتصريحات الانتخابية خرجوا حتما برؤيتهم الثاقبة عن المرشح الشجاع والمقاوم الذي سيكون مؤهلا وجامعا للشرائط لتولي منصب رئيس الجمهورية للفترة القادمة، وهكذا فانهم سيكونون هم متخذي القرار النهائي في عملية اطلاق النهضة الجبارة المرتقبة التي ستضمن خيارات الجمهورية الاسلامية وتصون ثوابتها ومبادئها الثورية بكل قوة وصلابة وتصميم راسخ.
بقلم - حميد حلمي البغدادي