قبسات قرآنية (57 )( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا....)

الأربعاء 16 يونيو 2021 - 12:17 بتوقيت غرينتش
قبسات قرآنية (57 )( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا....)

القرآن الكريم-الكوثر: قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الاعراف:201).

الطائف: هو الذي يطوف ويدور حول الشئ. فكأنّ وساوس الشيطان تدور حول فكر الإنسان وروحه كالطائف حول الشيء ليجد منفذا إليه، فإذا تذكّرَ الإنسان في مثل هذه الحالة ربه، واستعاذ من وساوس الشيطان وعاقبة أمره، أبعدها عنه، وإلا أذعنَ لها وانقاد وراء الشيطان.

وأساسا فإن كل إنسان في أية مرحلة من الإيمان، أو أي عمر كان، يبتلى بوساوس الشياطين. وربما أحس أحيانا أن في داخله قوة مهيمنة تدفعه نحو الذنب وتدعوه إليه، ولا شك أن مثل هذه الحالة من الوساوس في مرحلة الشباب أكثر منها في أية مرحلة أخرى، ولا سيما إذا كانت البيئة أو محيط الانسان مبتلى بـ(التحلل الخلقي والاجتماعي والديني)، فتزداد الوساوس الشيطانية عند الشباب.

وطريق النجاة الوحيد من هذا التلوث والتحلل في مثل هذه الظروف، هو تقوية رصيد الوعي والتقوى أولا، كما أشارت إليه الآية (إن الذين اتقوا...).

إقرإ إيضا: قبسات قرآنية (56 ) .. (... وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا)

 

وخير دعاء نستجير بالله تعالى من وسوسة الشيطان ما دعى به الامام علي السجاد (عليه السلام)، إذا ذكر الشّيطانُ فاستعاذ منه ومن عداوته وكيده : (أَللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَكَيْدِهِ وَمَكَائِدِهِ، وَمِنَ الثِّقَةِ بِأَمَانِيِّهِ وَمَوَاعِيدِهِ وَغُرُورِهِ وَمَصَائِدِهِ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ وَامْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنَا مَا حَسَّنَ لَنَا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنَا مَا كَرَّهَ إلَيْنَا).... اللهم آمين.