رأي الامام الخامنئي في المشاركة الواسعة في الانتخابات

الإثنين 7 يونيو 2021 - 08:49 بتوقيت غرينتش
رأي الامام الخامنئي في المشاركة الواسعة في الانتخابات

ايران - الكوثر: بدأ التنافس الانتخابي على منصب رئاسة الجمهورية بين المرشحين السبعة وسط انشداد الشعب الايراني الى تصريحات المتنافسين لتحقيق الامن السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتطوير عجلة التقدم في البلاد.

وكان قائد الثورة الاسلامية سماحة الامام الخامنئي قد اكد في كلمته يوم الجمعة 4 حزيران 2021 بمناسبة الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لرحيل زعيم الامة الاسلامية المعظم سماحة الامام الخميني (قدس سره الشريف) على لزوم اجراء الانتخابات الرئاسية الثالثة عشر بزخم اكبر وحضور اوسع داعيا الى قطع الطريق على اولئك الذين يعملون دون هوادة لاعادة ايران الى مربع الخضوع والتراجع والارتهان. فقد قال سماحته (ان ايران لم تسقط وتضمحل خلال العقود الماضية، بل اصبحت اكثر قوة وتقدما وان ارادة الشعب تتجسد في الانتخابات).

ويعرف الجميع ان دور الشعب الايران في العملية السياسية بالبلاد هو دور مفصلي ومصيري تمسكا بخيار الجمهورية الاسلامية الذي صوت عليه المواطنون في الايام الاولى لانتصار الثورة المباركة. فالجمهور عنصر متلازم مع الاسلام وقد حاول الاعداء عبثا الفصل بينهما لتفريغ التجربة الاسلامية الايرانية من مرتكزاتها. وفي هذا المجال اوضح الامام الخامنئي (ان سر صمود الثورة الاسلامية يكمن في تلازم الجمهورية مع الاسلامية اي حكم الشعب والاسلام) مؤكدا (ان الامام الخميني الراحل كان يؤمن بقوة الشعب وقدراته وصموده ووفائه).

من المؤكد ان الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها يوم الجمعة 18 حزيران 2021 ستكون اختبارا مهما لدور الامة في تقرير مصيرها، وهي تتطلع الى وصول رئيس جمهورية رسالي ملتزم وشجاع لا تأخذه في الله لومة لائم ولا ترهبه الاعاصير والضغوطات ولا يستسلم لاساليب التسقيط والتشهير التي عادة ما يجنح اليها الذين لا يؤمنون بولاية الفقيه وهم يراهنون على التهم والمزاعم الواهية لتجريد ايران من الاصل التي قامت عليه الجمهورية الاسلامية.

لقد تابع الشعب الايراني المناظرة التلفزيونية التي اجريت مساء السبت 5 حزيران وقام بتسجيل انطباعاته وتقييمه لما تفوه به كل مرشح، لكنه هو الذي يقرر من يصل الى رئاسة الجمهورية، لان هذا المنصب له دور عظيم في ترسيم السياسات الكبرى للبلاد، خاصة وان ايران تعرضت لابشع الضغوط والعقوبات الاميركية والاوروبية خلال السنوات القليلة الماضية، الامر الذي يجعل انتخاب الرئيس القوي والمجاهد والامين على مقدرات الشعب، مطلبا تارخيا يفصل ما بين حقبتين، حقبة راهنت على الحوار مع الغرب لكنها فشلت وحقبة تؤمن بان المقاومة والصمود والاكتفاء الذاتي هو الخيار الاوحد للمحافظة على المبادئ والمنجزات التي حققتها ايران طيلة الـ 42 عاما الماضية.

وعلى هذا الاساس حذر قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي من الدعوات والاشاعات والافتراءات المغرضة الرامية الى تثبيط عزيمة الشعب الايراني مشيرا سماحته الى ان الراحل العظيم الامام الخميني كان يعتبر المشاركة في الانتخابات واجبا شرعيا.

ان الانتخابات استحقاق ديني ووطني واخلاقي يكفله دستور الجمهورية الاسلامية وان الشعب الايراني يملك اليوم من التجارب والمعطيات ما تجعله جديرا في تمييز الجيد من السيء خاصة وان البلاد تتقدم بخطوات جبارة في مسيرة التنمية والعلوم والتطوير والجهوزية وهو ما يوجب اعتماد الدقة المتناهية في انتخاب الاصلح لحمل هذه الامانة والمسؤولية الكبرى.