ولسنا بحاجة لإثبات هذه الحقيقة من خلال سرد الكم الهائل من محاولاتهم الشاذة والبائسة لتحقيق هذ الإنسلاخ، قبل وبعد تحالفهم الاستراتيجي مع عدو الامتين العربية والاسلامية، وتوقيعهم "اتفاقية سلام ابراهام" معه، وسنكتفي بالوقوف قليلا امام الموقف المشين والمخزي والعار، لسفير الامارات في الكيان الاسرائيلي، محمد خاجه، الذي آثر، لإثبات إنسلاخه عن كل ما يربطه بدينه وقوميته ووطنيته وقضيته وحتى انسانيته، ان يتمرغ في وحل الخيانة و العمالة، أمام زعيم حركة "شاس" المتطرفة شالوم كوهين.
بلغت الوقاحه بسفير ابن زايد، حدا، انه قال للزعيم الروحي لاكثر الاحزاب الصهيونية تطرفا وكرها للعرب والمسلمين، شالوم كوهين:"ان شاء الله ترجعون بقوة ونحن نمنحكم القوة بالمنطقة كلها"!!، وتهجم على الاخوان المسلمين وبعض الفضائيات العربية التي غطت العدوان الاسرائيلي على غزة، واتهمها بـ"تأجيج الجنون" في المنطقة، الامر الذي يجعل الحاجة ملحة لـ"حكمة" شالوم!!.
عملية المسخ التي كانت تجري على قدم وساق، توجها خاجه، عندما طلب من الحاخام الصهيوني المتطرف، الحصول على "البركة"، حيث تلقى "بركة الكهنة" من يد الحاخام، الذي وضع يده على راس الخاجه ، في مشهد يصيب المرء بالغثيان, وبعد تلقي "البركة" دعا خاجة الحاخام لافتتاح معبد الديانات الإبراهيمية الثالث في أبو ظبي!!.
ومن اغبى واسخف ما قاله خاجة في اللقاء هو :"إنه صُدم عندما جاء إلى إسرائيل، ومن ذلك حين شاهد مسجدا في تل أبيب"!!. فهذا البليد لا يعلم ان "تل ابيب" هي ارض فلسطينية مسلمة منذ الازل، وقبل ان تقوم دولته الامارات، وقبل ان يتم زرع كيان اسياده في قلب العالم الاسلامي، وان اسمها الحقيقي هو تل الربيع.
اخيرا دعا خاجة، حاخام حركة شاس العنصرية اليمينية المتطرفة، الى زيارة الامارات، لافتتاح "معبد" الديانات الابراهيمية، وهي الديانة التي يحاول ابن زايد ان يروجها كدين بين الاماراتيين، بدلا عن الدين الاسلامي الحنيف، وهو موقف يعكس مدى استهتار السلطات الاماراتية بالدين الاسلامي، وعدم امتلاكهم اي معرفة بهذا الدين العظيم، حتى في حدوده الدنيا، ففي الوقت الذي يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه:"ما کانَ إِبْراهيمُ يَهُودِيًّا وَ لا نَصْرانِيًّا وَ لکِنْ کانَ حَنيفاً مُسْلِماً وَ ما کانَ مِنَ الْمُشْرِکينَ"، يخرج علينا ابن زايد بدين جديد، من صنع اعداء الامتين العربية والاسلامية .