مكبرات الصوت في السعودية.. حلال في الغناء حرام في الدعاء!

السبت 29 مايو 2021 - 14:00 بتوقيت غرينتش
مكبرات الصوت في السعودية.. حلال في الغناء حرام في الدعاء!

السعودية - الكوثر: اصدر وزير الشؤون الإسلامية في السعودية، عبد اللطيف آل الشيخ تعميما جديدا بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد على رفع الأذان والإقامة فقط، وألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت، واتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف هذا التعميم.

رغم انه من الصعب جدا ان تُقنع السلطات السعودية مواطنيها والاخرين، بأن القرار اتخذ لمصلحة المواطنين، كما ان من الصعب جدا ان يهضم الانسان المسلم مثل هذا القرار، لاسيما، انه اتخذ في مهبط الوحي، وارض الحرمين الشريفين، وليس في بلد أوروبي او غربي، لكن رغم ذلك نحاول ان نُقنع انفسنا ونقول ان القرار اتخذ من اجل مصلحة المواطنين، ولكن كيف نفسر الحفلات الصاخبة والمختلطة التي اقامتها وتقيمها الفرق الموسيقية الغربية والامريكية، في مكة والمدينة وفي ارض الحرمين الشريفين، حيث كانت مكبرات الصوت تُسمع من اماكن بعيدة جدا؟!.

نقول حتى لو احسنّا الظن بالسلطات السعودية، وقلنا انها تسعى لراحة المواطنين من وراء اتخاذ قرارها الاخير، ولكن حسن الظن هذا سيرتطم بعقبات كثيرة منها، ان القرار يأتي في اطار جملة من القرارات الاخرى، التي اتخذتها السعودية في عهد محمد بن سلمان، كانت ترمي جميعها الى سلخ الهوية العربية والاسلامية من الشعب السعودي، تحت ذريعة مكافحة التطرف!!، وتنويع مصادر الدخل ، وبناء الاقتصاد السعودي لما بعد النفط، وفقا لـ"رؤية 2030" التي اطلقها ابن سلمان، وتولت "الهيئة العامة للترفيه"، التي اسسها عام 2016 ، مهمة توفير الارضية امام "رؤية 2030".

ولا ندري ما حاجة السعودية للترفيه وهي تعوم على بحر من النفط؟، وما حاجة السعودية للترفيه، وهي تحتضن الحرمين الشريفين، اللذان يستقطبان ملايين المسلمين سنويا؟، وما حاجة السعودية للترفيه وهي تمتلك امكانيات سياحية ضخمة بوصفها بلد الوحي وقبلة المسلمين؟ وماهي حاجة السعودية للترفيه وهي تمتلك الثروات الطبيعية الضخمة والامكانيات المادية؟. ولكن رب سائل يسأل لما لا يتمتع الشعب السعودي، كما تتمتع الشعوب الاخرى، بالترفيه والتسلية، من اجل التخفيف عن عبء الحياة العصرية؟، ليس هناك من عاقل يمكن ان ينكر على السعوديين هذا الحق، ولكن ان يقفز ابن سلمان من تطرف الوهابية البغيض الذي شوه صورة الاسلام، الى تطرف بغيض آخر هو تطرف الخلاعة والمجون، الذي انتشر في ارض الوحي عبر دعوة الفرق الغربية والامريكية الداعرة والشاذة، وهي فرق تعج بالمثليين وانصار العري والاستهتار والتسيب والعدمية والشذوذ، لتقيم حفلات ماجنة، نقلت مكبرات الصوت، صوت صخبها الى مسافات بعيدة في مكة والمدينة، دون ادنى مراعاة لحرمة المدينتين المقدستين، ولا لمشاعر المسلمين.

من الواضح ان قرار منع مكبرات الصوت من نقل الصلاة والدعاء، بأمر من آل الشيخ ، حفيد محمد بن عبدالوهاب، وقرار السماح لمكبرات الصوت لنقل الصخب والغناء، بأمر آل الشيخ، حفيد محمد بن عبدالوهاب، هما قراران، يهدفان الى سلخ هوية الانسان السعودي المسلم، ويصبان في مصلحة ابن سلمان، الذي لن يتمكن من الوصل الى الحكم الا بعد ان يسلخ الانسان السعودي من هويته ويحوله الى انسان آخر. والملاحظ في هذا كله، هو محمد بن عبدالوهاب وابناؤه وحافاده، مازالوا يتلاعبون بمصير هذا الانسان، فمرة يجعلون منه تكفيري تفجيري عدمي، ومرة يجعلون منه خلاعي مجوني.. وعدمي.

تصنيف :