رؤى سياسية قرانية.. ح 8 (حكومة في الارض ...لا ظلم و لا فساد)

الإثنين 24 مايو 2021 - 08:57 بتوقيت غرينتش
رؤى سياسية قرانية.. ح 8 (حكومة في الارض ...لا ظلم و لا فساد)

القرآن الكريم-الكوثر: يقول الله عزّ وجلّ في محكم كتابه العزيز: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص: 83).

الدولة الاسلامية...مباديء و خصائص

1- التفسير لإجمالي للآية تلك الدار الآخرة وتعميمها يجعلها الله للذين لا يتكبرون على الله و لا يتجبرون على عباده  و لا يعملون بمعاصي الله ولا يظلمون الناس، أي لا يعتدون على أعراض الناس و لا يأخذون أموالهم بغير حق.

2- البعض يفهم الآية على انها موعظة إرشادية للإنسان في ترك هذه الدنيا و ينعزل عنها فأنها زائلة، ولا ينبغي السعي لطلب الحكم، وان السياسة كلها فساد، ثم يتصور أن الحق في الانعزال و الانشغال فقط بالعبادات، رفض إقامة الحكومة حتى لو كانت باسم حكومة العدل الإلهي.

3- هناك البعض  من يؤمن بضرورة إقامة حكومة العدل الإلهي ولكن عندما يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، و ليس الآن.

4- قد يستشهد الانعزاليون  ببعض الأدبيات المروية في شأن ذم الدنيا و ترك الدنيا و الحكم ، منها ما يلي:-

الدنيا تضر و تمر و تغر .

او ما خاطب به أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) ابن عباس (رض)، ما تراه يا ابن عباس من قيمة لهذا النعل، قال ابن عباس: لا شيء

قال (ع) فإن امرتكم اهون عندي من هذا النعل الا ان اقيم حقا و أبطل باطلا .

5- الإمام علي (ع) واضح من سيرته، كما هو النبي الأكرم (ص) لم يرفض الحكم، و لم يزهد فيه، بل وأقام حكومة عدل لا تجد مثيلا لها، وأن الذي رفضه الإمام (ع) هو الباطل والفساد والظلم، وأن الذي ذمه أمير المؤمنين (ع) من الدنيا والحكم هو سرقة بيت مال المسلمين و الاعتداء عليهم بدليل قوله (إلا ان أقيم حقا و أبطل باطلا).

6- كثيرة جدا تلك الأدبيات والكتب من قبل الأعداء و حتى الاصدقاء التي تؤكد على ضرورة ذم الدنيا و الزهد فيها و عدم السعي لبسط حكومة العدل الالهي أو الدعوة لاقامتها.

7- الآية (...لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا ...)  في الوقت الذي تؤكد على ضرورة الالتزام بالقيم و التشريعات، فهي أيضا تشير إلى أمراض خلقية خطيرة، وهي التعالي على الناس والظلم  والفساد و الإفساد في الأرض.

إقرأ أيضا: رؤى سياسية قرانية.. ح 7 (الإسلام ثورة لا تنفصل فيها الحياة عن العقيدة)

 

 

8-  أن ( كلمة في الارض) هي بحد ذاتها تدلل على ضرورة المشاركة السياسية و الفعالة في الحكم و لكن بالشروط عدم العلو و الفساد، و بذلك يضمن العبد دنياه (في الارض) و آخرته (تلك الدار الاخرة).

علي العلوي / قم المقدسة