الدولة الاسلامية ...مباديء و خصائص
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) " الحشر: 9"
1- ليس يخفى على السياسي المخضرم والعارف بمبادئ السياسة أن من اهم مقومات الدولة هو القدرة على السيطرة على حالة من الثبات والاستقرار الاجتماعي وتأمين ما يصطلح عليه في علم السياسة بالسلم الأهلي وجعل الشعب او المجتمع مؤتلفا وموحدا مهما تعددت مشاربه واختلفت طوائفه وقبائله وتعددت مذاهبه، وهذا ما سنراه كيف ان القران المجيد بيّنَ ذاك، وان الرسول الأكرم (ص) بسيرته وحكمته عمل على ترسيخه في دولته الفتية...
2- أننا نجد ان التفاسير القرآنية تشرح وتفسر القرآن الكريم اعتمادا على النظرة ذات الأفق الواحد، وعادة ما يتأطر بالبعد الأخلاقي التربوي والسلوكيات العبادية، وفي أحسن الأحيان عندما تذكر القصص الواردة فيه فتذكرها بلحاظ ذلك البعد والعبرة الاجتماعية المستقاة منها، ولكن من خلال سبر أعماقها نجد انها تشمل على مجالات حياتية مختلفة ومن ضمنها المسألة السياسية.
وعلى هذا، لو اطلعنا بامعان إلى الآيات اعلاه فهي بالإضافة على ما تؤكده من أهمية التآلف والتحابب بين المسلمين ونبذ الكراهية والحقد بينهم كمتطلبان إخلاقية وتربوية، نجد لها بعدا سياسيا مهما يأمر به الله تعالى نبيه الأكرم بممارسة دوره السياسي المطلوب في بناء المجتمع المتالف والموحد، وبصفته كقائد وحاكم على رأس الدولة الفتية التى أرسى دعائمها بمجرد وصوله (ص) الى يثرب (المدينة المنورة(....
3- فمما قام به الرسول الأكرم (ص) بعد وصوله إلى المدينة معتمدا على تلك العقيدة، هو انه..
اولا: قام بارساء فواعد الصلح والسلم بين أهم قبيلتين هما (الأوس والخزرج) واللتان كانتا تمثلان اهم قاعدتين شعبيتبن في المدينة، وقد عانتا حروبا طاحنة لعشرات السنين أتت على الأخضر واليابس.
إقرأ أيضا رؤى سياسية قرانية.. ح 2 (ومنهم من يؤذون النبي ويقولون هو أذن..)
ثانيا: قام الرسول الأكرم (ص) بخطوة إجتماعية سياسية مهمة لتمتين العلاقة بين أفراد المجتمع وذلك بالمواخاة بين المهاجرين والأنصار، وكان لتلك الخطوة أثرها الفاعل في إرساء أهم مبدأ سياسي إلا وهو مبدأ السلم الأهلي وبناء المجتمع العقائدي المؤتلف والموحد بعيدا عن كل تمايز عنصري او قبلي.
علي العلوي / قم المقدسة