مولد الاقمار الشعبانية... (1) الامام الحسين (ع) مدرسة للأجيال

الثلاثاء 16 مارس 2021 - 05:25 بتوقيت غرينتش
مولد الاقمار الشعبانية... (1) الامام الحسين (ع) مدرسة للأجيال

أهل البيت-الكوثر: يقول الله تعالى في كتابه المجيد: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

عندما نتذكّر أهل البيت (عليهم السلام)، فإننا نعيش كل هذا العطر الروحي الذي يتمثّل في روحانيتهم التي تعيش الفيض في العبادة والإخلاص لله، وفي التضحية للإسلام وللمسلمين كلهم، كما نعيش كل آفاق السمو والرفعة والعصمة المتمثلة في الأئمة (ع).
وعندما نتذكّر الامام الحسين (ع) وليداً كثاني وليد لعليّ والزهراء (ع)، فإننا نتذكّر فرح رسول الله (ص) به، كفرحه بأخيه الحسن (ع)، وكان هذا الفرح يتجاوز الجانب العاطفي إلى الجانب القيمي، فقد كان رسول الله (ص) وهو يحتضن هذين الوليدين، يتطلع إلى العناصر الروحية الكامنة في شخصيتهما، ويتطلّع إلى المستقبل الذي ينطلقان فيه ليتحركا في خطّ رعاية دينه وشريعته.

إقرأ أيضا: قصيدة جميلة ...في ذكرى مولد الاقمار الشعبانية

 وكان رسول الله (ص) يحتضن الحسن والحسين (ع) بكلّ فرح الرّسالة والأبوّة، وكان يحملهما على ظهره ويرعاهما رعاية خاصّة، ويحدّث المسلمين عنهما وهما في سنّ الطفولة، فيقول: "الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة"، "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا".
لقد تحوّل الامام الحسين (ع) إلى مدرسة للاجيال، ورمزا للرسالة وللجهاد ولكلّ القيم الروحية والأخلاقية، بحيث إننا نشعر الآن بعد أربعة عشر قرناً، بأن الحسين (ع) حاضر فينا بكلّ معنى الرسالة والتضحية والعطاء والجهاد في سبيل الله، وبقي الحسين (ع) يوحي لنا بالتمرد على كل الظالمين والمستكبرين، وليسير بنا في كل جيل، حتى نخرج دائماً في كل مواقعنا لنطلب الإصلاح في أمة جدّه (ص)، لنأمر بالمعروف كلّ من يترك المعروف، سواء كان معروفاً شرعياً أو حركياً أو سياسياً أو اجتماعياً، ولنقف ضد كلّ من يفعل المنكر، بقي الحسين (ع) لنا منهجاً وخطاً في كل موقع كان فيه للإسلام قضية وللمسلمين معركة.

اقرأ ايضا:  بالصور .. أكاليل زهور شعبان تزين الحرم العباسي الشريف في كربلاء المقدسة

 

 

وقد اجاد الشاعر والاعلامي حميد حلمي البغدادي في قصيدته بذكرى مولد سيد شباب أهل الجنة الحسين سبط رسول الله (ص)

أهلاً بشهرِ رسول اللهِ شعبانا    ***     بك الكمالُ تغنّى والهُدى ازدانا

يا مجمعَ القدسِ والأنوارِ طبتَ لُقىً    ***     أطفا الرحيمُ بأيامِيكَ نيرانا

ذكرى الحسينِ أتانا طاب مولِدُهُ    ***     يا مرحباً بعظيمٍ سادَ دنيانا

هو الوحيدُ الذي في عيدِ مولدِه     ***     تشدو التغاريدُ والألحانُ أشجانا

يا بنَ البتولِ أحاسيسٌ أُسطّرُها     ***     ما شأنُ شعرٍ يُحاكي الشمسَ تبيانا

يا سبطَ طه رسولِ اللهِ معذرةً     ***     إذا أتاكَ مديحُ الودِّ أحزانا

فحالُنا مِن لَظى الأعداءِ مضطرِبٌ    ***     والظلمُ يعصُرُنا والبُؤسُ أضنانا