قصيدة جميلة ...في ذكرى مولد الاقمار الشعبانية

الإثنين 15 مارس 2021 - 06:10 بتوقيت غرينتش
قصيدة جميلة ...في ذكرى مولد الاقمار الشعبانية

أهل البيت-الكوثر: قصيدة رائعة ... (وُلِدتَ ليُولَدَ الفجرُ الضياءُ...) في ذكرى مولد الاقمار الشعبانية، سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) الامام الحسين (عليه السلام) في الثالث من شعبان العام الرابع للهجرة النبوية المباركة، وأخيه قمر بني هاشم ابي الفضل العباس، في الرابع من شعبان عام 26 للهجرة، والامام السجاد علي بن الحسين (عليهما السلام) عام 38 للهجرة النبوية وفي الخامس عشر منه ستمرّ ولادة الإمام الحجة(عج).

 القصيدة مطلعها: 

   (( وُلِدتَ ليُولَدَ الفجرُ الضياءُ   ***   ويَسحقَ وجنةَ الذلِّ الإباءُ ))

 وُلِدتَ ليُولَدَ الفجرُ الضياءُ                ويَسحقَ وجنةَ الذلِّ الإباءُ

ويَرجِعَ للكتابِ ضحى هُداهُ         وتحضرَ في فمِ الأرضِ السماءُ

ويسطعَ للسجودِ جبينُ حقٍّ             ومن ثغرِ التقى يهمي الشتاءُ

وُلِدتَ ليضحكَ الميزانُ عدلًا          ووجهُ البؤسِ يُضحكُه الهناءُ

لتهطلَ غيمةُ الشهداءِ شهدًا             فيُروى من دمِ الطهرِ الفداءُ

بمولدِكَ الجليلِ يضوعُ كونٌ          ويسكنُ في دمِ البشرى انتشاءُ

حسينٌ، أنتَ مدرسةُ المعالي           وليس لهاجر الدرسِ ارتقاءُ

* * * *   

وزينُ العابدينَ مُحيطُ ذِكرٍ         على شفتيه قد سطعَ الدعاءُ

وأعطى للقلوبِ بحارَ هديٍ        ففاضَ بأعينِ التقوى البكاءُ

وسلَّ بأحرفِ النجوى سيوفًا       على الأعداءِ كحّلها الخفاءُ

إمامٌ ساجدٌ للربِّ دومًا               لذا سجدتْ لرفعتِه السماءُ

* * * *   

و"أكبرُ" مَن به طهَ تجلّى          وصورتُه الطهارةُ والنقاءُ

رسولٌ دون وحيِ، فيه نورٌ        وصدرٌ شامخٌ وفمٌ صفاءُ

أراقَ حياتَه مَهرًا لدِينٍ               فحارَ أمام كوكبِه البهاءُ

* * * *   

وعبّاسٌ أبو الفضلِ المُواسي       أخاهُ السبطَ إذْ عَظُمَ البلاءُ

وحين تكالبَ الكربُ اشرأبّتْ         لعبّاسِ المروءةِ كربلاءُ

وحارتْ فيه إذْ قد صالَ جيشًا        له صوتٌ هديرٌ واهتداءُ

وفوق الماءِ ألقى الماءَ شهمًا      فحارَ الماءُ واندهشَ الوفاءُ

* * * *   

إذا اعتلّتْ بأشعاري المعاني             فذكرُ نقائِكم فيها شفاءُ

أو ازدحمتْ بأضلاعي همومٌ         فسيرتُكم وسورتُكم جلاءُ

إذا خفقَ الفؤادُ يُقالُ حيٌّ             وعندي فالحياةُ هي الولاءُ

أرى الدنيا ورودًا رغم نزفٍ         ورغم السُمِّ ينتشرُ السناءُ

لأنّ وجودَكم هو فيضُ نورٍ         بهِ الأكوانُ ما فتِئتْ تُضاءُ

مودّتُكم لها في القلبِ بَدْءٌ                ولكنْ ما لها فيه انتهاءُ

أتيتمُ تحفظون دماءَ قومٍ               أُريقت منكمُ بهمُ الدماءُ !

أهينتْ منهمُ حوراءُ طه              ولكنْ قُدِّسَتْ فيهم حِراءُ !

وأكبرُ تهمةٍ أنّي موالٍ                  لآلِ الحقِّ، والدنيا جفاءُ

فما رعَوُا العهودَ، ومَنْ رعاها         يُؤجَّجْ نحوه منهم عداءُ

فسُحقًا للجُحود،ِ وسوف يجثو    على صدرِ الجَحودِ به الشقاءُ

* * * *   

وأنتمْ أيها الأطهارُ، لمّا            تئنُّ الأرضُ من سُقمٍ، دواءُ

وأنتم، حين نُبعَثُ يوم حشرٍ       وترتعدُ الضلوع بنا، رجاءُ

فلا واللهِ ليس يخيبُ قلبٌ                تولّاكم ودام له الولاءُ

سلامُ الله والصلواتُ تترى        عليكم ما جرى هذا الهواءُ

الشاعر مرتضى آل شرارة العاملي