بعد تلقِّي النبي محمد (ص) البيان الإلهي، عاد إلى أهله، وهو يحمل كلمة الوحي، ومسؤولية حمل الأمانة التي كان ينتظر شرف التكليف بها، فعاد واضطجع في فراشه، وتدثّر ليمنح نفسه قِسطاً من الراحة ويفكِّر ويتأمّل فيما كُلِّف به.
فجاءه الوحي ثانية، وأمره بالقيام وترك الفراش والبدء بالدعوة والإنذار، إذ جاء هذا الخطاب في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:1-4).
بداية الدعوة
انطلق النبي (ص) مستجيباً لأمر الله تعالى مبشِّراً بدعوته، وكان أوّل من دعاه إلى سبيل الله وفاتحه زوجته (أم المؤمنين) السيّدة خديجة بنت خويلد، وابن عمِّه علي بن أبي طالب(ع) الذي كان صبيّاً في العاشرة من عمره، فآمنا به وصدّقاه، ثمّ آمن به مملوكه زيد بن حارثة، فكانت النواة الأُولى لبدء الدعوة الإلهية الكبرى.
روي عن الإمام أبي جعفر الجواد (ع) قال: انّ في رجب ليلة هي خير للنّاس ممّا طلعت عليه الشّمس، وهي ليلة السّابع والعشرين منه بُنيّ رسول الله (ص) في صبيحتها، وانّ للعامل فيها من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة .
إقرأ ايضا: قبسات قرآنية (44 )..( فتزل قدم بعد ثبوتها ...)
وفي هذه المناسبة العطرة، نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات الى مقام صاحب العصر والزمان الأمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) والى قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي وجميع العلماء الكرام وجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض وجعلنا الله تعالى من السائرين على نهج محمد وآل محمد الطيبين .