وعُقدت المرحلة النهائية للنسخة الـ37 من مسابقات إیران الدولية للقرآن الكريم 6 لغاية 10 مارس الجاري بمشاركة 57 متسابقاً ومتسابقةً من 26 دولة، وذلك عبر الفضاء الافتراضي ودون تواجد المتسابقين في طهران لمنع تفشي فيروس كورونا.
وقام المحكمون الايرانيون بتقييم أداء المتسابقين من خلال تواجدهم في قاعة "أنديشة"(الفكر) للاجتماعات بالمؤسسة الفنية التابعة لمنظمة الاعلام الاسلامي في طهران كما قام المحكمون الغير إیرانیین بتقییم أداء المشاركين عبر تقنية الاتصال المرئي.
واشتملت نهائيات هذه الدورة من المسابقات على ثلاث منافسات قرآنية دولية وهي الدورة السابعة والثلاثين من المسابقات الدولية للقرآن لفئة الرجال في ثلاثة فروع وهي قراءة التحقيق، والترتيل وحفظ القرآن كاملاً، والدورة الرابعة من المسابقة النسوية الدولية للقرآن في فرع حفظ القرآن كاملاً، وكذلك الدورة الرابعة من مسابقة القرآن الدولية لفئة طلبة المدارس الدينية في خمسة فروع وهي قراءة التحقيق، والترتيل، وحفظ القرآن كاملاً، والتفسير، وقراءة الخطابة.
وفي هذا الصدد، أجرت وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية حواراً مع الشاعر والمنشد والمبتهل السوري البارز، والمحكم في مادة النغم في الدورة الـ37 من المسابقات الدولية للقرآن في إیران، "الأستاذ رضوان درويش" حول إيجابيات وسلبيات هذه الدورة من المسابقات التي عقدت بشكل إفتراضي ودون تواجد المتسابقين والمتسابقات في طهران.
وأكد الأستاذ رضوان درويش في بداية حديثه لـ"إکنا" أن هذه المنافسات الدولية للقرآن الكريم تجمع كل المسلمين على مائدة القرآن.
وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية إقامة هذه المسابقات القرآنية الدولية بشكل افتراضي في الدورات القادمة؟ قال: "لاأعتبر أن هذا الشكل من المسابقات سيكون في الدورات المقبلة لأن هذه الطريقة كانت كالنوع البديل لهذه الصعوبات الكبيرة التي نواجهها بسبب تفشي كورونا"، مؤكداً أن "وجود المتسابقين على المنصة ووجود من يسمع اليهم وكذلك وجود المحكمين من مختلف الدول يكون أفضل ويأتي بنتائج أفضل".
وعن إيجابيات وسلبيات المسابقات، أوضح الأستاذ رضوان درويش أنه "لم يجد أي سلبيات في هذه المسابقات"، مؤكداً أننا "بحاجة الى الابداع والإتیان بشيء جديد لأن أغلبية القراء نسخ مكررة إما التقليد للقراء السابقين أو عبارة عن التلاوات والقراءات التي تعتبر طبيعية وعادية".
وأكد المبتهل السوري الأستاذ رضوان درويش أنه "من المفروض في التصفيات التمهيدية في كل دولة أن تكون أكثر دقة ويجب القارئ الذي يمثّل بلاده أن يخضع لدورة في بلده تحت إشراف أحد الأساتذة القرآنيین كي يتم تأهيله للتنافس مع غيره من القراء ويأتي بجمل نغمية جديدة وبتلاوات إبداعية وبصمات جديدة كما أن هناك بصمة للشيخ مصطفى اسماعيل، وبصمة للشيخ عبدالباسط، وبصمة للشيخ محمد صديق المنشاوي".
وفي معرض حديثه عن إيجابيات ومحاسن المسابقات، قال: "إننا رغم هذه الصعوبات استطعنا من خلال التواصل عبر العالم الافتراضي أن نكون كأننا جسد واحد وكأننا موجودون في نفس القاعة وكانت المشاورات بيننا تمت بأحسن وجه وكل ألفة ومحبة"، مشيراً الى أن "هناك بعض السلبيات بالنسبة الى النقل خلال النت ولكن الحمد الله كانت الأمور كلها جيدة".
وفي معرض رده على سؤال حول إمكانية انسحاب بعض النخب القرآنية من المشاركة في هذه الدورة من المسابقات بسبب تنظيمها بشكل افتراضي، قال الأستاذ رضوان درويش: "لاأعتقد أن إنعقاد المسابقات بشكل افتراضي قد أدّى الى إنسحاب النخب القرآنية وان انسحبوا فهذا شئ يعود لهم ولكن النتيجة واحدة والهدف واحد وبالنسبة للأمور العملية لم يختلف أي شئ فالقراءة كانت موجودة والسماع والصوت كانا موجودين واللجنة التحكيمية كانت موجودة فلاأجزم أن هذا الأمر قد أدى الى انسحاب بعض النخب القرآنية لأن الهدف هو عرض التلاوات قد حصل وسماع اللجنة وتدقيقها قد حصل وكل شئ كان بخير".
في الختام، قال المبتهل السوري الأستاذ رضوان درويش: "كان لي شرف كبير في الانضمام الى هذه النخبة من الأساتذة الكبار وكل الشكر للجنة المنظمة للمسابقات الدولية للقرآن في إیران ومنظمة الأوقاف وکذلك الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفها الدولة الراعية لهذه الأحداث القرآنية والتي همّها الوحيد هو لم شمل المسلمين على مائدة القرآن".