قصيدة رثاء زينب الكبرى (س) في ذكرى رحيلها

السبت 27 فبراير 2021 - 05:28 بتوقيت غرينتش
قصيدة رثاء زينب الكبرى (س) في ذكرى رحيلها

أهل البيت-الكوثر: قصيدة (يا صاحِ هلاّ طُفْتَ بالأحزانِ) بمناسبة ذكرى رحيل بطلة كربلاء السيدة زينب الكبرى بنت الامام علي (عليهما السلام).

يا صاحِ هلاّ طُفْتَ بالأحزانِ *** في أرضِ سُوريةٍ هناكَ تفاني

رَمْسٌ لِسبْطَةِ أحمدٍ عَصَفَتْ بهِ *** هوجاءُ غادرةٍ وحِقدُ جبانِ

قبرٌ نسائمُهُ الحُشُودُ تحلَّقَتْ *** حولَ المزارِ ومُلتقى الغُفرانِ

رامُوا إزالةَ صرحِها مِقدامَةً *** من عترةِ الهادي إلى الرِّضوانِ

حملتْ هُمومَ الكَونِ يومَ استُبْعِدَتْ *** عن كربلاءَ ومَصرَعِ الشُّجعانِ

فعلى الثرى المَذبوحُ سيِّدُ أهلِها *** وإمامُ مِنهاجِ الهُدى الرَبّاني

وخليفةُ اللهِ الأصيلُ وصيّةً *** غالتْهُ بُغضاً زُمرةُ الذُؤْبانِ

يا صبرَ زينبَ والعِيالُ تحُفُّها *** فَزَعَاً مخافةَ قَسوةِ الخَوّانِ

يُؤذي بسوطِ الحقدِ آلَ محمدٍ *** ويحيفُ بالاطفالِ والنِّسوانِ

نَكلوا بعائلةِ النبيِّ محمدٍ *** تاللهِ تلكَ شريعةُ النُكرانِ

قد أوقَفُوا آلَ الرسولِ بقَصْرِ مَنْ *** بَغَضَ النَبِيَّ وشكَّ بالقرآنِ

وهو الذي سَرَقَ الخِلافةَ دَولةً *** غابَ الشريفُ بها وسادَ الجاني

يا صبرَ زينبَ وهي تُبصِرُ مِحنةً *** فاْبْنُ الجَهالةِ نَشوةُ السكرانِ

يَهوي على رأسِ الحُسينِ بسَوطهِ *** ثأراً وينكُتُ ثَمَّ  بِالأسنانِ

يروي قصيدَ الكافِرينَ تشفِّياً *** ويُعيدُ خِزْيَ حَبائبَ الاوثانِ

في وقفةِ المجْدِ الأبيّةُ زينبٌ *** صرَختْ بوجهِ الإثمِ والعُدوانِ

مسَحَتْ به أرضَ البِلاطِ هَصُورَةً *** فغدا يزيدُ فضيحةَ الأزْمانِ

نَسفَتْ خديعةَ جائرٍ مُتغَطْرسٍ *** بثباتِ قَولٍ بَلْ بِبأْسِ جَنانِ

فتخلّدَتْ عَبْرَ الدُّهورِ خَطِيبَةً *** واسَتْ فِداءَ السِّبطِ بالإعلانِ

فهي ابنةُ الهادي النذيرِ عقيلةٌ *** هي كربلاءُ وثورةٌ ومعاني

السامريُّونُ استَشاطوا غَضْبَةً *** لفَظُوا فحيحاً ضارمَ النِّيرانِ

حرقوا المَساجدَ والقِبابَ مَعالِماً *** تهدي العبادَ الى رِضا الرحمنِ

قتلوا المُروءةَ والصفاءَ وخِلَّةً *** كِرمى الطُّغاةِ وباعةِ الأوطانِ

الآكِلينَ من الخيانةِ مَطعَماً *** الشاربينَ باَكْؤُسِ الخِذلانِ

قد حاصَروا قَبْرَ العقيلةِ مَرقداً *** خسِئتْ مآربُهُم بنو الشَّيطانِ

لم يَدرِكُوا أنَّ الضريحَ رسالةٌ *** صوتٌ يُهيبُ بصولَةِ المُتفانِي

ذادَ الحُماةُ ودافَعُوا عن قبرِها *** فتبَعثرَتْ معزوفَةُ الغِربانِ

تلك العقيلةُ زينبٌ مَحروسةٌ *** بفِداءِ من ضَحّى على الإيمانِ

فالزينبيَّةُ والخلُودُ تلازمٌ *** يا خيبةَ المتَوحِّشِ الخَسْرانِ

_____

شعر بقلم: حميد حلمي البغدادي