ذكرى ولادة مولود الكعبة في شعر الأدباء المسيحيين

الأربعاء 24 فبراير 2021 - 09:16 بتوقيت غرينتش
ذكرى ولادة مولود الكعبة في شعر الأدباء المسيحيين

أهل البيت-الكوثر: في ذكرى ولادة أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) ، نتقدم بأعطر التهاني الى إمام العصر والزمان الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، والى مراجعنا العظام ولاسيما قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف، والى الأمة الإسلامية جمعاء، سائلين الله القدير أن يعيد هذه الذكرى العطرة بالعزة والنصر للأمة الاسلامية، وبهده المناسبة العطرة نقدم قصيدة للشاعرين المسيحيين اللبنانيين جورج جرداق وجوزيف الهاشم:

(إنّ عليّاً يمثّل في جملة كيانه جانباً عظيماً من العدالة الكونية الشاملة)

جورج جرداق

كلما بي عارض الخطب الم …..  وصماني من عنا الدهر الم

رحت اشكو لعلي علتي     ……..    وعلي ملجأ من كل هم

وانادي الحق في اعلامه      …….    وعلي علم الحق الاشم

فهو للظالم رعد قاصف    .....… وهو للمظلوم فينا معتصم

وهو للعدل حمى قد صانه     .....…..    خلق فذ وسيف وقلم

من لاوطان بها العسف طغى ….... ولأرض فوقها الفقر جثم

غير نهج عادل في حكمه …..… يرفع الحيف اذا الحيف حكم

****************************************

وأما الشاعر المسيحي اللبناني جوزيف الهاشم فقد مدح الامام علي (عليه السلام) بقصيدة مطولة نقتبس قسم منها:

نِـعْمَ الـعليُّ، ونـعمَ الاسـمُ والـلقبُ *** يـا مـنْ بـهِ يـشرئبُّ الأصلُ والنسَبُ

 الـباذخانِ:  جَـناحُ الـشمس ظِـلُّهما *** والـهـاشـمـيّان: أُمُّ حــــرّةٌ وأَبُ

 لا  قـبلُ، لا بعدُ، في "بيت الحرام"،شَدَ *** طِـفـلٌ، ولا اعـتزَّ إلاَّ بـاسْمِهِ رجَـبُ

 يـومَ الـفسادُ طـغى، والـكُفْرُ منتشرٌ *** وغـطْرسَ الـشِرْكُ، والأوثـانُ تنتصبُ

 أَلـلـهُ كـرَّمـهُ، لا "لـلـسجود" لـها *** ولا بـمـكّـة أصـنـامٌ ولا نُـصُـبُ

مـنـذورةٌ نـفسُهُ لـلهِ، مـا سـجَدَتْ *** إلاّ  لـربّـكَ هــامٌ، وانـطَوْتْ رُكَـب

 ***********

هــو الإمـامُ، فـتى الإسـلام تـوأَمُهُ *** مـنذُ الـولادة، أيـنَ الـشكُّ والـرِّيَبُ؟

 تـلـقَّفَ  الـديـنَ سـبّـاقاً يـؤرّجُهُ *** صـدرُ الـنبي، وبَـوْحَ الـوحيِ يكتسِبُ

 عـشيرُه،  ورفـيقُ الـدربِ، "كـاتِبُه" *** في الحرب والسلم، فهو الساطعُ الشُهُبُ

بـديلُهُ، فـي "فـراش الـدرب"، فارسُه *** ولـيـثُ  غـزوتِه، والـجحْفلُ الـلَّجِبُ

 سـيفُ  الـجهاد، فتىً، لولاه ما خفقَتْ *** لــدعـوةِ اللهِ، رايــاتٌ ولا قُـطُـبُ

 إنْ  بـرَّدَتْ هُـدْنةُ "الـتنزيلِ" سـاعدَهُ *** كـان  الـقتالُ عـلى "التأويل"، والغَلَبُ

أيـامَ "بـدرٍ" "حُـنينٍ" "خـنَدقٍ" "أُحُـدٍ" *** والـليلُ تـحتَ صـليلِ الزحْفِ ينسحبُ

والـخيلُ تـنهلُ فـي حـربِ اليهودِ دماً *** ويـومَ "خـيبرَ" كـاد الـموتُ يـرتعِبُ

 لـوْ كـان عـاصَرَ عيسى في مسيرتهِ *** ومـريـمٌ فــي خـطى الآلامِ تـنتحبُ

 لـثارَ  كـالرعد يـهوي ذو الفقار على *** أعـناقِ  "بيلاطُس البُنْطي"، ومَنْ صلَبوا

 مــا كـان دربٌ، ولا جَـلْدٌ وجُـلْجُلةٌ *** ولا صـلـيبٌ، ولا صَـلْبٌ ولا خـشبُ.

 تـجسّدَتْ كـلُ أوصـافِ الـكمال iiبـهِ *** فـي ومْـضِ سـاعدهِ الإعصارُ والعطَبُ

 الـصفحُ والـعفوُ بـعضٌ مـن شمائِله *** وبـعضُه الـبِرُّ، أمْ مـن بـعضِه الأدبُ

 مّـحجةُ  الـناس، أقـضاهُمْ وأعـدلُهمْ *** أدقُّ، أنـصفُ، أدعـى، فـوقَ ما يجبُ

يـصومُ، يـطوي، وزُهْدُ الأرضِ مطْمَحُهُ *** والـخَـلُّ مـأكَلُه، والـجوعُ والـعُشُبُ

 يـخْتَالُ فـي ثـوبهِ الـمرقوعِ، مرتدياً *** عـبـاءَةَ الله، فـهْـيَ الـغـايةُ الأرَبُ

 مَـنْ رضَّـع الـهامَ بالتقوى، فإِنَّ علي *** أقـدامِهِ،  يُـسفَحُ الإبـريزُ والـذهَبُ..

**************