قصيدة في مدح الإمام محمد الجواد (ع) في ذكرى مولده المبارك

الإثنين 22 فبراير 2021 - 05:31 بتوقيت غرينتش
قصيدة في مدح الإمام محمد الجواد (ع) في ذكرى مولده المبارك

أهل اليبت-الكوثر: القصيدة بعنوان (على باب الجواد أنخت ركبي).. للشيخ محمد حسين الصغير، ذلك في مولد الامام محمد الجواد ابن الامام علي الرضا (عليهما السلام).

سموت وأنت سر في اعتقادي  ***  بمنزلة الشغاف من الفؤاد
و رمز للأصابة و التسامي   ***   و فيض للإحاطة و السداد
وكنز من كنوز العلم أضفي    ***   على الآفاق باب الإجتهاد
و ركب من فتوة هاشمي   ***   حثيث الخطو، صلب الإنقياد
ركينا... لم تزلزله الرزايا ***  و قد لاقى صنوف الإضطهاد
وتعركه الصروف فيحتويها  ***  حديد الطرف، ممتنع الرقاد
يدير الحق في عزو و حزم *** ويمضي الأمر في أي اعتداد
لقد نفست بك الدنيا فريدا     ***    فحزت المجد فيها بانفآراد
تعج بك المآثر و المعالي  ***  و تفتخر الحواضر و البوادي
رأى التاريخ فيك عميد قوم   *** رفيع الشأن منتصب العماد
فقلدك الخلود.. و كنت فذا   ***  بعيد الغور، رحب الإمتداد
تجلى نورك الألق انقيادا     ***      فغطى كل نور و اتقاد
فأنت لكل وكروة فتاها    *** و أنت الصوت فيها والمنادي
سليل محمد، و جنى علي  *** و صنو طريف مجد و التلاد
فما ( سقراط ) إلا مستمد   ***   لحكمتك المنوطة بالرشاد
و(رسطاليس) قد قصرت يداه *** و(أفلاطون) دونك في العداد
وكل فضيلة رسمت.. تنادي *** بفضلك و الشمائل و الأيادي
أراد الله رفعك سرمديا        ***     فأنى تستطيل يد العباد
و أنى يستعيد الشعر معنى   ***   و أنت بكل معنى مستعاد
إذا الأحباب قد منعوا مقالا *** فقد نشرت فضائلك الأعادي
وإن حبس اللسان القول عيا *** فمجدك ناطق في كل نادي
وإن عصفت بمغناك الرزايا   ***  فذكرك سائر بين البلاد
تؤم ضريحك الأرج المندي *** وفود الله من حضر و بادي
فيعمر بالصلاة و بالتناجي  *** و يزهر بالدعاء و بالسهاد
كأن المسك ضمخ جانبيه   ***  بأشذاء الروائح و الغوادي
يباكره الندى غضا نديا  *** ويسقي روضه صوب العهاد

أبا الهادي سلام الله يسري *** على تاريخك النضر المعاد
وعمر بالصلاح قضى شبابا *** ذخيرته المزيد من الجهاد
كأن الخمسة العشرين عاما   ***   حياة معمر صلب القياد
كشفت بها عن الأمد المجلي *** و طلت بها الجياد من الطراد
سديد الرأي.. لم تهدأ عصوفا *** يحيل رؤى الطغاة إلى رماد
ويعتصر النضال يجف عودا   ***   ليوريه بأي شبا زناد
و يدفع بالضمير و قد تهاوى   ***  إلى لقيا مراح مستراد
إلى كنف الرجولة و المعالي *** و أروقة المروءة و النجاد
فكان النبل مندفعا سيولا   ***  وكان الفضل يزحر بازدياد
و سار العلم في ركب وقور *** صليب العود، مخضر المداد
فللتاريخ ما أبقى جهاد      ***    و للأجيال أصداء الجلاد
لقد ضمدت جراح الدين فيه *** وهل تؤسى الجروح بلا ضماد
فأنت العروة الوثقى بحق *** وحصن الله في الكرب الشداد
وباب للحوائج... جئت أسعى *** إليه، فطاب لي نيل المراد
وسرت على خطاه بلا انحراف *** وصرت على هداه بلا ارتداد
على باب (الجواد) أنخت ركبي *** فكان الفتح في باب الجواد
و لا عجب فقد قالوا قديما: *** (وفدت على الكريم بغير زاد)

إقرأ ايضا: هم سادة الدنيا... قصيدة بالذكرى المباركة لميلاد الإمام الجواد عليه السلام