واصل الامام الهادي (ع) مسيرة أهل البيت (عليهم السلام) العلمي في کل مجال وعلم من علوم الشريعة ومعارفها واحياء معالم الدين وتنزيهها من التحريف والتزيف الذي الحقه بها الحکام الظالمون وعلماء السلطة المنحرفون واصحاب البدع والافکار الضالة، لذا اتجهت الکثير من احاديثه وما کتبه تلامدته في بيان عقيدة التوحيد ونفي التجسيم والتشبيه وغيرها من الظنون والاوهام عنها، وفي بيان آيات القرآن الکريم وتوضيح شؤون الاحکام الاسلامية في مختلف شؤون الحياة .
وقد کان الامام الهادي (ع) مرجع اهل العلم والفقه والشريعة في عصره، فقد ذکر الشيخ الطوسي في کتابه الرجالي، مائة وخمسة وثمانين تلميذا وراويا اخذوا و رووا عن الامام الهادي (ع) .
وفيما يلي نذكر أسماء بعض تلامذة الامم الهادي (ع) ورواته وأصحابه، لنعرف جانباً من شخصية الإمام العلمية الفذّة، فمنهم:
1- أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن الأحوص الأشعري: كان وافد القميين وشيخهم، روى عن الأئمة الجواد، والهادي، وكان من خاصة الامام العسكري (عليهم السلام).
2- الحسين بن سعيد بن حماد الأهوازي: من أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي(عليهم السلام)، فهو ينقل عن هؤلاء الأئمة بدون واسطة، وأصله كوفي، وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز، ثم تحوّل إلى قم، فنزل على الحسن بن أبان وتوفِّي بقُمّ، وله ثلاثون كتاباً في الفقه.
3- داود بن أبي زيد من أهل نيسابور: من أصحاب علي الهادي (عليه السلام)، وله كتب ذكرها الكشي وابن النديم في كتابيهما.
4- علي بن مهزيار الأهوازي: كان جليلَ القدر، واسعَ الرواية، له ثلاثةٌ وثلاثون كتاباً في الفقه.
5- الفضل بن شاذان النيسابوري: فقيه متكلم جليل القدر، له كتب ومصنفات، منها: كتاب الفرائض الكبير، وكتاب الإيضاح، الذي هو أشهر مؤلّفاته وهو مطبوع ومتداول.
وبالتأمل في هذه الحقائق الوثائقية نعرف كم كان للإمام الهادي (ع) من دور وتأثير في إغناء المدرسة الإسلامية التي قاد أهل البيت (عليهم السلام) حركتها وتغذيتها.
إقرأ أيضا: أئمة أهل البيت.. الامام الهادي (ع).. (3) في سامراء تحت المراقبة
فکانت حياته مجللة بالعلم والعمل والدعوة الى کتاب الله وسنَة رسوله (ص) الى جانب الکفاح والصراع سياسي من اجل الحق والعدل ونصرة المظلوم، حتى قضى شهيدا مسموما في سامراء في الثالث من رجب سنة (254 هـ) على يد الحاكم العباسي المعتمد (بالشيطان)، وکان عمره الشريف يوم استشهاده احدى واربعين سنة .وقال ابن شهر آشوب (رض) في کتاب مناقب آل ابي طالب: (وفي آخر ملك المعتمد (بالشيطان) استشهد مسموما)، وقال الشيخ الصدوق (رض): وسَمَّهُ المعتمد (بالشيطان)).
يا ويل معتمد بيوم معــــــــــــاد يقضي على الطهر الزكي الهادي
كم جرعوه من الزمان نوائبــــاً إلــى الــواشـين والحسّــــــــــاد
قد أبعدوه عن مدينة جــــــــده يشفون حقدهم من الأبعــــــــاد
في أرض سامرّاء ألقوا رحلــــه في خان صعلوك بغير ســـــداد
سجنوه من غل عليه فانبــــرى يدعوهم باللطف والإرشــــــاد
شاؤا مذلته فأغمض صابــــــراً وأحال أمرهم إلى الميعـــــــــاد
قد أحضروه لدى الخمور إهانة فدعاهم الهادي سبيل رشـــــاد
قالوا له أنشــد، فأنشد فيهــــم ) باتوا) فغلوا ثمّ بالأصفــــــــاد
سمّوه عقبى ما رأوا آياتـــــــه حنقاً لما يطوون من أحقــــــــاد
قد طاح ركن الدين وانثلم الهدى في موته وخبا ضياء بــــــــــلاد
مات الإمام بلوعة من سمّهــم وبكى عليه ملاك سبع شـــــــداد