شتاء الانتصار الإسلامي الخالد عنوان لقصيدة الشاعر والكاتب الإيراني حميد حلمي البغدادي في الذكرى السنوية الثانیة والاربعين لانتصار الثورة الإسلامية المظفرة في إيران.
هذا شتاؤكِ يا إيرانُ مُدَّكرُ
صباحُك الورد واﻹمساءُ مزدهِرُ
سقيا لأيامكِ الغرّاء تأخذنا
نحو المعالي عُروجا ليس يُختصَرُ
فعشرةُ الفجرِ تاريخٌ أتاح لنا
عَوداً إلى الدينِ والإسلامُ منتصِرُ
ثارَ الخمينيُّ والأنصارُ قاطبةً
براية الحق كالبركانِ ينفجرُ
أزاحَ طاغيةً ضاقَ الاُباةُ بهِ
ذرعاً وكادتْ قلوبُ الناسِ تنفطِرُ
فجاءَ بالشرع والقرآن يحكُمُنا
من بعد أن أصبحَ الفرقانُ يُستَتَرُ
يا بهمنَ الخيرِ ذي إيرانُ ناهضةٌ
على هُدى السيدِ المقدامِ تزدهرُ
هو الفقيهُ الهمامُ الكفءُ سارَ بنا
إلى الاُعالي وإذ ما قالَ ننتِشرُ
وحيثما أوقدَ النبراسَ طُفنا به
كالشمس في وسط الأكوانِ مُعتبَرُ
يا اْبنَ الحسينِ أريجُ الطفِّ يغمُرنا
وصيحةُ السِّبطِ للأنقاذِ تنتصِرُ
فطالما جارَ سيفُ الجهلِ في صلَفٍ
يَفني حياةَ اُناسٍ نعلُهُمْ طُهُرُ
هم السلام ُ إذا ما قالَ قائلهُم
همُ التقاةُ بجوفِ الليلِ هم دُرَرُ
همُ صادقو الوعد والميثاق لَو وَعدوا
وفيلقُ الغوثِ للمظلوم لو نُفِرُوا
يا سيدي يا اْبنَ طهَ المجدِ معذرةً
إذا نطقتُ جزافاً إنكَ السّحَرُ
اسوقُ حبي إلى علياكَ يا أملاً
به النفوس تعالت والعُلا قدَرُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعزَّكِ اللهُ يا إيرانَ نهضتِنا
أعِدْ على مَسمَعي اُنشُودةَ الزمَنِ
في يومِ إيرانَ والإسلامِ والوطَنِ
أعِدْ تراتيلَ يَومِ اللهِ واهِبَةً
بشائِرَ النصرِ في يُمْنٍ على الوَثَنِ
حُيِّيتِ يا ثورةً قامَتْ مُحقِّقَةً
مَفاخراً لم تزَلْ اُحدُوثَةَ اللُّسُنِ
ما فازَ مَنْ رامَها بالغدْرِ مُحترِباً
ولا الحِصارِ ولا التأجيجِ بالفِتَنِ
ولا بحربِ نُجُومٍ اُعلِنَتْ هلَعَاً
ولا بِصَدّامَ أو قصفٍ على المُدُنِ
حَيَّتْكِ طهرانُ في الآفاقِ أفئدَةٌ
تضرَّعَتْ للقَويِّ البَرِّ ذي المِنَنِ
لكي يَصونَ حِمى إيرانَ مِنْ غِيَلٍ
وزُمرةٍ أمعَنَتْ في الحِقدِ والإحَنِ
تضخُّ أموالَها في الخُوْنِ ناظرَةً
مفعولَ دُولارِها في السِرِّ والعلَنِ
وذاكَ صهيونُ يَطوي ليلَهُ أرَقاً
مُذْ اُعلِنتْ دولةُ الإسلامِ والسَّنَنِ
وزُلزِلَتْ ثَمَّ "إسرائيلُ" لاعِنَةً
مِنْ ذُعرِها حَظَّها الآتي على مِحَنِ
فكلُّ إيرانَ قالُوا لَنْ نسامِحَ مَنْ
قد أحرقَ المسجدَ الأَقصى بفِعْلِ دَنِي
بُوركْتِ يا ثَورةً شعَّتْ مآثِرُها
في الرافدينِ وفي لبنانَ واليَمَنِ
وفي فلسطينَ حيثُ الشعبُ مُغترِبٌ
والقدسُ محدَودَبٌ يَشكُو مِنَ الضَغِنِ
وفي الأقاليمِ والأمصارِ قاطبةً
وفي دمشقَ عَرينِ الأَصْيَدِ الفَطِنِ
في بهمنِ الخيرِ نزجي شُكرَنا أبداً
إلى الخُمينيِّ حامِي الدِّينِ والسُّنَنِ
وصانعِ الثورةِ الكبرى بهمّتهِ
وهبَّةِ الشعبِ لبَّى قائدَ الزّمنِ
هاتِيكَ إيرانُ بسمِ اللهِ رائدةٌ
وتقتفِي الحقَّ في الإخلاصِ واليَقَنِ
تُرابُها مِنْ عَبيرِ الطَفِّ مُزدهِرٌ
وشَعبُها في قُبالِ الظلمِ لم يَهِنِ
فصَولةُ القائدِ المِعطاءِ نابعةٌ
مِنْ عَزْمِ كرّارِنا الفادي أبي حسَنِ
أعزَّكِ اللهُ يا إيرانَ نهضتِنا
يا ثورةً مُحِّصَتْ بالكَرْبِ والحَزَنِ
فقاومَتْ وتحَدَّتْ كلَّ نازِلةٍ
أتتْ عَليها ولم تركَنْ إلى شَزَنِ
وعلَّمَتْ عزْمَها الأحرارَ نافِلَةً
وآلَةُ العزمِ مثلُ الرُّوحِ للبَدَنِ
أعاذكِ اللهُ يا إيرانَ ثورتِنا
مِنْ المعادِينَ في الإجهارِ والبُطُنِ
فأنتِ معراجُنا للمجدِ قاطبةً
وأنتِ اُسطورةُ الإيثارِ والسَكَنِ
يا سيدي القائدُ المقدامُ يا أملي
يا خامِنائِيُّ أنتَ الطُّهْرُ يغمُرُني
دَعَوتُ ربّيَ ذا الإحسانِ مكرُمةً
بأنْ يُعيذَكَ مِنْ سُقْمٍ ومن وَهَنِ
فأنتَ نبراسِيَ الوضّاءُ مُؤْتَلِقاً
يا ابنَ الحسينِ ويا إطلالةَ الحسَنِ
___
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي