وبمناسبة مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (س)، أقيمت ندوة دولية في طهران تحت عنوان "فاطمة الزهراء (س) النموذج الخالد" ، تحدث فيها الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، "الشيخ الدكتور حميد شهرياري"، مشيراً الى حديث الكساء الذي نقلته المصادر الشيعية والسنية والذي جمع فيها الرسول الكريم (ص) اهل بيته الاطهار الامام علي (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (س) والامامان الحسن والحسين (ع) والتي نزلت آية التطهير بحقهم حسب ما جاء في مسند "أحمد بن حنبل" الجزء الخامس الصفحة 180، وكثير من مصادر أهل السنة مثل صحيح مسلم وسنن النسائي، والآية الـ33 من سورة الأحزاب المباركة "إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً". وبعدها رفع النبي الكريم (ص) يده الى السماء ودعا بهذا الدعاء (اللهم ان هؤلاء اهل بیتی خاصتی وهامتي، لحمهم لحمی ودمهم دمي، یؤلمنی ما یؤلمهم و یحزنني ما یحزنهم، انا حرب لمن حاربهم و سلم لمن سالمهم و عدو لمن عاداهم و محبهم لمن احبهم، انهم منی و أنا منهم).
ومن ثم اشار سماحته الى نسب أبناء الانبياء من صلب ابائهم باستثناء النبي عيسى (ع) الذي جاء من صلب السيدة مريم (ع) وابناء الرسول الاعظم (ص) من صلب فاطمة الزهراء (س) ، وهذا دليل على مكانة وكرامة المرأة في القرآن الكريم.
وقال ان النبي محمد (ص) عندما كان يمر من امام بيت فاطمة (س) كان يقول "إني أشم رائحة الجنة"، مشيراً الى بكاء السيدة الزهراء(س) ومن ثم ابتسامتها عندما قال لها الرسول (ص) عن سر لم تفشه الا بعد رحلته، حسب ما جاء في مسند ابن حنبل الجزء 44 صفحة 9 و 10، حيث قالت ان الرسول(ص) قال لي انه سيوافيه الاجل في هذا العام فبكيت وعندما قال لي انك اول من سيلتحق بي فابتسمت.
وحول وجود بعض الاختلاف في بعض القضايا التاريخية والعقائدية وحتى الفقهية، اكد الامين العام لمجمع التقريب الشيخ شهرياري الى الاختلاف في العقائد والرؤى امر طبيعي، ولكن المؤسف هو ان بعض الجهلة والمتشددين من كلا المذهبين يستغلون هذه الاختلافات لاثارة الخلافات والاحقاد والنعرات الطائفية.
وقال سماحته ان الرسول الكريم (ص) جمع الأمة الاسلامية تحت مظلة واحدة واعداء الاسلام والمسلمين اليوم يحاولون بشتى الطرق هدم هذه المظلة على رؤوس المسلمين وتمزيقهم الى شتات طائفية وعرقية مؤكداً أن مصلحة الامة الاسلامية اليوم هو في التقارب والتآلف والتعاضد فيما بينهم لتشكيل الامة الواحدة الى جانب إحترام التعددية المذهبية والقومية.