دور المسجد في المجتمع... (2) التربية الروحية والبناء العلمي

الأربعاء 3 فبراير 2021 - 08:30 بتوقيت غرينتش
دور المسجد في المجتمع... (2) التربية الروحية والبناء العلمي

اسلاميات-الكوثر: قال الله تعالى في كتابه المجيد: (وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ﴿١٢٥ البقرة﴾.

تناولنا في الحلقة الاولى من (دور المسجد في المجتمع) الهدف من تأسيس المساجد بعتبارها مركزا للعبادة وموقعا للتعليم وتدارس كلِّ ما يفيد أمر الأمَّة من خلال تنمية روح التكافل الاجتماعي. وسوف نتناول دور المسجد في التربية الروحية والأخلاقية والبناء الثقافي والعلمي للمجتمع.

       الهدف الثالث للمسجد: التربية الروحية والأخلاقية

    المسجد مدرسة للتربية الروحية والأخلاقية. ولا شك أن حركة الإنسان المادية في هذه الحياة تضغط على الكثير من الروحية والأخلاقية عند الإنسان ولذا فهو بحاجة إلى شحن روحي، فحينما يدخل للمسجد يشحن روحيا، لأنه مركز للشحن الروحي وللإشعاع الأخلاقي الروحي، وما أحوج المسلمين في مثل هذا الزمان الذي طغت فيه المادة إلى تربية أرواحهم، فالمؤمن بحاجة لأن يكون متصلاً دائماً بالمسجد يغدو ويروح، لأن الذي يرواد المسجد سيكون من السبعة (الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله).

    الهدف الرابع للمسجد: البناء الثفافي والعلمي والفكري

المسجد مدرسة للبناء والتثقيف الفكري، فيعتبر أضخم جامعة إسلامية وفكرية، فقد أخرج فطاحل من العلماء والأدباء والمفكرين والمثقفين، وتاريخ الحركة العلمية والثقافية مدينة للمسجد لأنه كان ولا يزال عبر تاريخ المسلمين مركز إشعاع فكري وثقافي وعلمي. فالحوزات الدينية والجامعات العلمية تأسست في رحاب المساجد الإسلامية، والعلماء الكبار والمثقفون والدارسون والباحثون والكتاب والمفكرون تخرجوا من داخل المسجد. فالمسجد ليس مبنى يأتي الإنسان يصلي فيه ويخرج فقط، بل يجب أن يكون مدرسة يتعلم من خلالها الإنسان أحكام الإسلام وتاريخه وثقافته وعلومه ويتعلم تفسير القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فالمسجد هو المركز العلمي ومركز الإشعاع الفكري الذي يشع على حياة المسلمين.

إقرأ أيضا: دور المسجد في المجتمع... (1) العبادة وتجمع المؤمنين

في الحلقة الثالثة من (دور المسجد في المجتمع ) سوف نتناول بأذن الله تعالى

دور المسجد في معالجة الفساد الأجتماعي، وخلق التلاحم بين الأمة وقادتها.