السیدة فاطمة الزهراء هي أمة الله النقیة والمخلصة ، و الوجه الملکوتي في أرضه. فقد وردت أحادیث کثیرة عن النبي(ص) والائمة الأطهار(علیهم السلام) وخاصة عن الامام الرضا(ع) الذي روى عن عظمتها وفضائلها ، فضلاعن الآیات القرانیة التي نزلت فی شأنها. وفی هذا الموجز ننقل لکم أحادیث ووجهات نظر الامام الرضا(ع) خاصة فی شخصیة السیدة فاطمة الزهراء(س)، والأحداث التي وقعت فی حیاتها.
سَیِّدَةُ نِساءِ العَالَم
فاطمة الزهراء(س)،هي أعظم امرأة في العالم، سأل ابو صلت الهروي من الامام الرضا(ع) عن الشجرة التي أکل منها آدم وحواء وبسببها أخرجا من الجنة: قال الامام الرضا(ع) فی جوابه: عندما سجدت الملائکة لآدم (ع) قال فی نفسه: هل خلق الله بشراً أفضل مني؟ فناداه الله إرفع رأسك الى ساق العرش، فرفع آدم رأسه فنظر الى ساق العرش فوجد مکتوباً علیه:
"لا اله إلا الله، محمد رسول الله وعلی بن ابی طالب أمیر المؤمنین وزوجته فاطمة سیدة نساء العالمین والحسن والحسین سیدا شباب اهل الجنّة؛ فقال آدم: من هؤلاء؟ فقال الله عزّ وجلّ: هؤلاء من ذریتك وهم خیر منك ومن جمیع خلقي، ولولاهم، ماخلتقك ولاخلقت الجنة والنار ول االسماء والارض، فإیاك أن تنظر الیهم بعین الحسد، فأخرجك عن جواري."
حَوراءُ الجَنَّة
کانت فاطمة(س) حوراء الجنة من نوع البشر، فقد سئل الإمام الرضا«ع» : هل انشأت الجنة والنار الآن؟ قال (ع): لما عرج النبی(ص) الى السماء. اخذ جبرائیل بیده وأدخله الجنّة، وناوله من رطبها فأکل النبي (ص)، فتحول ذلك نطفة في صلبه، فلما هبط الى الارض، واقع زوجته خدیجة فحملت بفاطمة الزهراء(س)، فکلما کان النبي یشتاق إلى رائحة الجنة کان یشم ویقبل ابنته فاطمة(س) ویقول: أنا اشم رائحة الجنة في ابنتي.
إختیارُ إسم فَاطِمَة
کلمة فاطمة فی اللغة تعني الانقطاع والانفصال. روی عن الامام الرضا(ع) في تفسیر هذه الکلمة أن رسول الله (ص) سمی ابنته بفاطمة، لان الله عزّ وجلّ فطمها وفطم محبیها من النار.
العَقدُ السَماوِي
کان زواج فاطمة(س) مع الامام علي(ع) أمر من الله، حیث امر رسوله(ص) بأن یزوج فاطمة من علي(ع). ذکر هذا الحدیث عن أمیر المؤمنین(ع) في مصادر مختلفة. وأیضاً روى الامام الرضا(ع) هذا الخبر عن لسان أمیر المؤمنین قائلاً:
لقد صممت بالزوج، فلم استطع أن أذکر ذلك لرسول الله(ص)، و کان ذلك یشغل فکري حتى دخلت على رسول الله(ص)، فقال لي: یاعلی هل لك في التزویج؟ قلت: رسول الله أعلم، فظننت أنه یرید أن یزوّجني ببعض نساء قریش، وإنی لخائف علي فوت فاطمة، فما شعرت بشیء، إذ دعاني رسول الله(ص)، فأتیته في بیت أم سلمة، فلما نظر الیّ بوجه متلألئ بالفرح، تبسّم و قال لي: یاعلی أبشر، فان الله تبارک وتعالى قد کفاني ما کان أهمني فی أمر تزویجك، قلت: ما الأمر؟! قال: أتاني جبرائیل ومعه من سنبل الجنة فاخذته وشممته وقلت: یا جبرائیل ما سبب هذا السنبل؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى أمر سکان الجنان أن یزینوا الجنة، وأمر حور العین بقراءة سورة طه، والشوری وکل سورة تبدا ب«سطم»، وأمر منادیاً، أن ینادي: ألا یا ملائکتي! وسکان جنتي! اشهدوا أنی قد زوجت فاطمة بنت محمد(ص) من علی ابن ابي طالب رضي منی بعضهما لبعض، ثم أمر الله تبارك وتعالى ملکاً اسمه راحیل بان یقرأ خطبتهما، ثم أمر منادیاً، أن ینادي: ألا یا ملائکتي! وسکان جنتي بارکوا على علی بن أبی طالب(ع) حبیب محمد(ص) وفاطمة بنت محمد(ص) فاني قد بارکت فأبشر یا علي، فأني قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن، وقد رضیت لها بما رضى الله لها، وهنا رفع علی یده بالدعاء وقال: رب أوزعني أن اشکر نعمتك التي أنعمت علیّ فقال رسول الله: آمین.
شجرَةُ طُوبَی
کان رسول الله (ص) قبل زواج فاطمة(س) من علی(ع)، یعلم أنه سیولد منهما الحسن والحسین(ع)، قال الامام الرضا(ع): أتى ملك إلى رسول الله(ص) وقال له: یا محمد إن الله یقرئك السلام ویقول لك: قد زوج فاطمة من علي، فزوجها منه، وعن قریب سیولد منهما ولدان هما سیدا شباب أهل الجنة وبهما تتزین أهل الجنة، فأبشر یا محمد فإنك خیر الأولین والأخرین.
کَرامَةٌ لا تُحصَى
قال الامام الرضا(ع) فی تفسیر الآیة " وأمر أهلك بالصلوة واصطبر علیها ": عندما نزلت هذه الآیة على الرسول الأکرم(ص)، کان یجیء کل یوم إلى باب علی وفاطمة مدة تسعة أشهر وعند کل صلاة فیسلم علیهما ویأمرهما بالصلاة. کانت هذه السعادة من نصیب فاطمة(س) وما أکرم الله احداً من أولاد الأنبیاء بمثل هذه الکرامة.
المُساعَدَة في الخَندَق
لکثرة حب فاطمة لأبیها، فی بعض الاحیان کانت تحمل له من الطعام الذي کانت تعده بنفسها، روی عن الامام الرضا(ع) أنه قال: عندما کان رسول الله(ص) منشغل مع المسلمین و الأصحاب في حفر الخندق، جاءت فاطمة (ع) إلى أبیها ومعها کسرة خبز، فدفعتها الیه وقالت: خبزت لأولادي وجئتك منه بهذه الکسرة، فقال النبي(ص): منذ ثلاث أیام هذا اول طعام دخل فم أبیك.
مَکانَةُ فاطِمَة فی المُباهَلَة
قال الامام الرضا(ع) لمن کان یعتقد ان الرسول(ص) ذهب وحده للمباهلة: أنهم على خطأ والمقصود من " نساءنا" في آیة المباهلة، فاطمة الزهراء(س)، والمقصود من "أبناءنا" الحسن والحسین(ع).
الزُهدُ والوَرَع
لم تکن فاطمة الزهراء(ع) کسائرالنساء تحب الظواهر والجواهر، فهي لم تلبس الملابس الفاخرة ولم تعلق على راسها ورقبتها الذهب والمجوهرات. والدلیل على ذلك قول الامام الرضا(ع): في ذات یوم دخل رسول الله(ص) على ابنته فاطمة(س) فرأی علی عنقها قلادة من ذهب کان قد اشتراها لها علی(ع) من فيء، فقال لها رسول الله(ص): یا فاطمة لایحول الأمر إلی أن یقول الناس إن فاطمة بنت محمد تلبس لبس الجبابرة، فمالبث أن خلعت القلادة وقدمتها لرسول الله(ص).
أفضلُ زَوجَة
کان الزواج من فاطمة الزهراء(س) سببا للعلو والمباهات حیث نقل الامام الرضا(ع) عن أبیه عن أجداده أن رسول الله (ص) قال للامام علی(ع): أنت تتمتع بثلاث فضائل لیست موجودة عندي:
(١) عندك أبو زوجة مثلي لا یوجد عندي مثله
(٢)أعطیت زوجة مثل فاطمة ولم أعط مثلها
(٣) أعطیت الحسن والحسین(ع) ولم أعط مثلهما.
غَضبُ فَاطِمَة
کانت فاطمة(س) بعد وفاة الرسول(ص) وغصب فدك، حزینة جداً من أعمال أبي بکر ولهذا ألقت خطبة فدك. في أحد الأیام جاء رجل برامكي الى الامام الرضا(ع) وسأله: ما رأیك في ابو بکر؟ قال الامام(ع): سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اکبر، فأصر الرجل على ان یجیبه الامام(ع) فقال: کانت أمنا ذات قدروعظمة ، ولما ارتحلت من الدنیا کانت غاضبة على هذین الشخصین وبعد وفاتها لم یصل إلینا أي خبر هل رضیت عنهما أم لا؟
عُمرُ ومَدفَنِ فَاطِمَة
توجد مصادر مختلفة حول ولادة فاطمة(س)، جاء فی بعضها أن ولادتها کانت فی السنة الخامسة قبل البعثة وکان عمرها عند استشهادها ثمانیة وعشرین سنة ، لکن الامام الرضا(ع) قال في جوابه لنصر بن علی عندما سأله عن عمرها: ولدت أمي الزهراء في السنة الخامسة للبعثة، وتوفت عن عمریبلغ ثماني عشرة سنة وخمسة وسبعین یوما. عاشت ثماني سنوات مع أبیها في مکة ثم هاجرت معه إلى المدینة وأقامت فیها عشر سنوات وبعد وفاة والدها عاشت 75 یوما فقط، وأنجبت الإمام الحسن عندما کان عمرها عشر سنوات.
أما بالنسبة إلى قبرها(س) کتب البعض أنه في مقبرة البقیع.و فی جواب الإمام الرضا إلى أحمد بن محمد البزنطي حول مدفن فاطمة(س) قال: دفنت فی بیتها وعندما وسّع بني امیة المسجد، أصبح قبرها داخل المسجد.
فاطِمَة(س) یَومَ القِیامَة
عن الامام الرضا(ع) عن رسول الله(ص) قال: تحشر ابنتي فاطمة یوم القیامة ومعها ثیاب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول: یا أفضل الحاکمین احکم بینی وبین قاتل ولدي ثم یحکم الله تعالى لابنتی فاطمة. إن الله عزّ وجلّ یغضب بغضبها ویرضى برضاها.
وفی مجال أخر قال الامام الرضا(ع) عن رسول الله(ص): إذا کان یوم القیامة، ینادي مناد یا معشر الخلائق غضوا أبصارکم حتى تعبر فاطمة بنت محمد(ص).
أیضاً روی عن الرسول(ص) أنه قال: تحشر ابنتي فاطمة وعلیها حلّة الکرامة، فینظر إلیها الخلائق فیتعجبون منها، ثم تکسى من حلل الجنة ألف حلّة مکتوب على کل حلّة بخط أخضر: أدخلوا بنت محمد(ص) الجنة على أحسن صورة وأحسن کرامة وأحسن منظر، فتزف إلى الجنة کما تزف العروس فیوکل بها سبعون الف جاریة.