((القصيدة الاولى))
الى اللهِ أرفَعُ ما أشعرُ
من الوجدِ بل كلَّ ما اَزفِرُ
عجبتُ لصبركِ اُمَّ البنينَ
وفي صبركِ العجبُ المُبهِرُ
تقولُ فداً للامامِ الحسين
نفسي ورهطيَ والمَنحرُ
وكلُّ نفيسِ لنهضتهِ
وِقاءٌ ووُلْدِي هم المَظهرُ
أَبو الفضلِ رائدُهُم للحُتُوف
يشقُّ الصفوفَ ولايُقهَرُ
ورايَتُهُ تستحِثُّ الاُباة
لكي يستقيموا لكي ينصُرُوا
فذلك شأنُ الذين سعَوا
الى المكرُماتِ ولم يَخسَروا
سلُوا كربلاءَ ستُنبئْكُمُ
ببأسِ السُّراةِ وما سطَّروا
ملاحمَ تبقى طوالَ السنين
شُموعاً تنيرُ هدىً تنشُرُ
واُمُّ البنينِ مُربِّيةٌ
أَعدَّتْ كُماةً هم الأقمُرُ
تربَّوا بحجرٍ كريمٍ طَهور
مِنِ امٍّ فَدَتْ وأبٍ يُكْبَرُ
أبوهُمْ عليٌّ زعيمُ التقى
ونفسُ محمدَ والمَفخَرُ
لهذا بَنُوهُ نجومٌ زهَتْ
واَكبرُهُم قمَرٌ أزهَرُ
واُمُّهُمُ دُرَّةُ السالِكينَ
أفاضَ تُقاها بِما يُثْمِرُ
سلامٌ على حُرَّةٍ لم تَحِدْ
لبيتِ الرِّسالةِ تستَنْصِرُ
وفي رَكبِ آلِ الفِداءِ العظيم
تزفُّ بَنيها ولا تُخْسِرُ
الى الخلدِ مَعْ دمعةٍ طُهْرةٍ
تواسي بها فاطماً تَنذُرُ
كأَنّي بفاطمةٍ أطرقَتْ
بحزنٍ مريرٍ فلا تنظُرُ
وتذرفُ أدمُعَها لَوعةً
تعزّي بها اُختَها تشكُرُ
وتمنحُ أُمَّ البنينَ النّوال
شأناً يُعَزُّ بهِ الصُبَّرُ
سلامٌ عليها بقلبٍ حزين
يَرى قبرَها حاسِراً يُنحَرُ
كأنَّ بني الجهلِ في يومِنا
يوَدُّون لو أنّهُ مُضْمَرُ
فلا اُمةُ الخيرِ يعرِفْنَها
ولا مجدُها في الورى يُذكَرُ
وإنّا وإنْ لامَ باغٍ هناك
وأرضُ النبوّةِ تستنفِرُ
نحُجُّ إليها بأدمُعِنا
ونندبُها حيثما تُذكَرُ
ونندبُ عبّاسَها والسُّراة
بَنيها وهم قممٌ تُؤسِرُ
سلامٌ على اُمّهاتِ العراق
يواسينَها بفِداً يُظفِرُ
ببذلِ البنينَ كأُمِّ البنين
لحِفظِ مراقدَ مَنْ طُهِّرُوا
وتكرارِ تضحيةِ الصابرين
وإنَّ العراقَ لمُستنفَرُ
أحاطَ به كلُّ باغٍ عنيد
يقوِّضُ سِلماً ويستهتِرُ
ولكنَّ أبناءَ ساقي الفُرات
فِداً زاحفون ولم يُدبِروا
فهم للحسينِ العظيمِ وِقاً
وأرواحُهُم دُونَهُ تُصْهَر
((القصيدة الثانية))
.....................
قُمْ وجَدِّدْ رِوايةَ الحُزْنِ عَهْدَا
واندُبِ المَرأَةَ التَّليدَةَ مَجْدَا
ناعيَ الطفِّ في المدينةِ قَبْلَاً
عاوِدِ النَّعْيَ في زمانٍ تردَّى
وَانشِدِ الشٍّعرَ بالأنينِ بُكاءً
في التي ناصَرَتْ حُسينَ المُفَدّى
قدَّمتْ صَفوةَ الكِرامِ فِداءً
يومَ عاشورَ حينَ واسَتْهُ وُلْدا
همْ بَنو زوجِها العظيمِ وصيّاً
كانَ للدِّينِ بعدَ أحمدَ غِمْدَا
هي اُمُّ البنينَ طابَتْ عطاءً
ولِبنْتِ النبيِّ كانتْ مَوَدّا
ناصَرَتْ ثورةَ الحسينِ إماماً
وفَدَتْ دُونَهُ البواسلَ اُسْدَا
يومَ عبَّاسِها أعَزَّ البَرايا
رابِطُ الجأشِ للجُيوشِ تَحدّى
في الوغى بدَّدَ الجُموعَ ذئاباً
وازاحَ العِدى عن الماءِ وِردا
واشتهى الشِرْبَ ظامئاً وجَفَاهُ
كيف يَروي الحَشا ويُبْرِدُ كِبْدا؟
والحسينُ الحبيبُ يرجُو مَجيئاً
لأخٍ ذابَ في الفَضائلِ عَبْدا
نعُمَتْ عينُ مَنْ حَبَتْهُ وَفاءً
ورضِاعاً بكلٍّ نُبْلٍ تَبدَّى
فَلمِثلِ العباسِ دانَتْ رِقابٌ
وإليهِ خيرُ الأزاهيرِ تُهْدَى
ولاُمِّ العباسِ زَوجِ عَليٍّ
أجمَلُ الشُكرِ وارِفاً لن يُعَدَّا
هي جادتْ بأربعٍ هم بَنُوها
ثلةُ الطُّهرِ والمُضحُّونَ وَجْدا
أمَةُ اللهِ يا عُلاها مَكاناً
مَعَ طه وفاطمٍ هيَ سُعْدَى
في جِنانٍ عباسُ فيها عظيمٌ
حازَ فيها المُنى وخَيرَاً مَرَدّا
بقلم حميد حلمي البغدادي