ذكرى وفاة استاذ الأخلاق السيد علي القاضي

الثلاثاء 26 يناير 2021 - 10:23 بتوقيت غرينتش
ذكرى وفاة استاذ الأخلاق السيد علي القاضي

اسلاميات-الكوثر: السيد علي بن حسين بن أحمد بن رحيم القاضي الطباطبائي التبريزي، عارفٌ وفيلسوف وأستاذُ أخلاق في حوزة النجف الأشرف العلمية. ولد سنة 1282 هـ في مدينة تبريز، ونشأ تحت رعاية والده المرحوم السيد حسين القاضي، وأسرته من الأُسر العلمية المعروفة بالفضل والأخلاق، ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.

عائلته وأولاده

للسيد علي القاضي أربعة زوجات، وعدد أولاده (11) ولداً، و(15) بنتاً. البعض من أولاده معروفين بالعلم والفضل، ومنهم: السيد محمد حسن القاضي الطباطبائي، الذي كان من طلبة والده. وقد جمع السيد محمد حسن أشعار والده في مجلد، كما ألّف كتاب في شرح وتفصيل لأحوال والده السيد القاضي.

دراسته

درس على يد والده وعلى يد الميرزا موسى التبريزي صاحب حاشية الرسائل والسيد محمد علي القرجه داغي صاحب حاشية شرح اللمعة.

الهجرة الى النجف

هاجر إلى النجف وحصل على درجة الاجتهاد، واتبع بطريقته العرفانية طريقة الملا حسين قلي الهمداني. نُقل أنّ له كرامات عديدة، كما له مؤلّفات، منها: تفسير القرآن الكريم، وقصائد شعرية باللغة العربية والفارسية.

تلامذته

تتلمذ على يده عدد كبير من العلماء، ومن بينهم إلى السيد محمد حسين الطباطبائي والسيد هاشم الموسوي الحداد، والشيخ محمد تقي بهجت.

وفاته

توفي السيد القاضي في (ليلة الأربعاء، السادس من ربيع الأول سنة 1366 هـ المصادف  27 – 1 – 1947 ) ودفن في وادي السلام في النجف الأشرف، قرب مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، وجوار والده.

يقول المرحوم السيد محمد حسن قاضي نجل المرحوم السيد علي القاضي رضوان الله تعالى عليه : في اليوم السابق لوفاة أبي، صادف أن عدت الى البيت في وقت مبكر، رأيت السيد القاضي في الغرفة، قال لي: ساعدني على الخروج، أخذت بيده وأخرجته، في ذلك اليوم كان الهواء عاصفا وعجيبا، فنظر الى ما حوله ونظر نظرة الى السماء وقال: عد بي الى الغرفة، فأرجعته، وجلس ووضع رأسه على ركبتي ثم بدأ بقراءة الشهادتين وآيات من القرآن وأوصاني بوصايا خاصة.

وصف السيد محمد حسين القاضي ليلة رحيل جده العالم الرباني العارف بالله السيد علي القاضي رضوان الله تعالى عليه :

) مرض مدة، ذات ليلة قال لوالدي الذي كان عمره أنذاك 20 سنة: لا تنم هذه الليلة وأبق يقظا، ولم يلتفت أبي الى القضية، ونقل أن السيد القاضي ناداه بعد ساعة من منتصف الليل بعد أن أستلقى مستقبلا القبلة وقال أنه سيموت، وأوصاه أن لا يوقظ زوجته وسائر ولده، وليجلس حتى الصباح عند رأسه يقرأ القرآن الكريم، قال أبي: أن من الصعوبة بمكان أن يرى الأنسان موت أبيه ولا ينطق بكلمة، ألا أني تقبلت هذا الموضوع بمنتهى الهدوء والطمأنينة ولم أخبر أحدا وبقيت جالسا عنده، قال لي والدي السيد القاضي: أشعر براحة أبتدأت من رجلي وتتجه الى جميع بدني، ثم أضاف: فقط قلبي يؤلمني، ثم قال: أستر وجهي، فغطيت وجهه، ففارق الدنيا، فبقيت حتى الصباح دون أي قلق أو أضطراب وكنت أقرأ القرآن حتى سمعت أذان الفجر، فدخلت عائلته وسألت ما الخبر ؟ فقلت: توفى الوالد، فأرتفعت أصواتهم بالبكاء، وآنذاك ألتفت الى تصرف الوالد بي وفهمت ما حدث فتأثرت بشدة(.

رأى أحد الأشخاص في الرؤيا قبل وفاة السيد القاضي بليلة واحدة: أن جماعة يحلمون تابوتاً مكتوب عليه: (توفى ولي الله) فرأى الناس في اليوم التالي أن القاضي توفي وكان آية الله بهجت كلما يذكر السيد القاضي يتأسف ويقول: (ماذا أفعل وقلمي لا يسعه بيان ما يليق بشأن السيد القاضي).

من وصايا السيد القاضي رضوان الله تعالى عليه قبل وفاته :

((أهم ما أوصيكم به فهو الصلاة، أن حافظت عليها حفظت كل شي، ما أوصيكم به حقا هو طاعة الوالدين وحسن الخلق وملازمة الصدق، وأن يوافق ظاهركم باطنكم، دعوا الحيل والخداع، وعليكم البدء بالسلام والأحسان الى كل بر وفاجر الا فيما نهى الله عنه، فأحفظوا ما ذكرته لكم وما لم أذكره، الله الله في قلوب الناس فلا تمسوها، أكسب قلوب الناس ما أستطعت فكسرها غير حميد )) .