جاء في سنن البيهقي: أخبرنا: أبو عبد الله الحافظ، عن...عن..، عن المسور بن مخرمة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فاطمة بضعة مني، من آذاها فقد آذاني.
في هذه الروايه نتعرف من الرسول (ص) عن اهم خصلة من خصال سيده نساء العالمين (ع)، فهو (ص) قد جعلها جزءً منه، واضاف ان ما يؤذيها يؤذيه، ويسره ما یسرها.
وهناك روايات اخرى عنه (ص) تربط رضا الله تعالى وغضبه، برضاها وغضبها! ذلك اعظم اوسع وادل مصدر على شخصيتها الربانية التي كانت في قمة الفناء في الله، والاخلاص له تبارك وتعالى ولرساله ابيها سيد المرسلين (ص).
وعندما يحاول البعض ارجاع روايات مكانة الزهراء من الرسول (سلام الله عليهما) الى انها بنت ابيها فقط، وان ذلك فقط من تبعات الابوة، وعاطفته تجاه ابنته! فانهم يتناسون قول الله تعالى في حق رسوله (ص): (وما ينطِقُ عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاّ وَحْيٌ يُوحَى)(النجم:3 ،4).
إقرأ أيضا: فاطمة الزهراء(س) في ذكرى استشهادها..مكانتها في القرآن الكريم
تطبيق من الحياة
ان هذا التاكيد على شخصية فاطمة الزهراء (ع) الربانية قد يكون بلحاظ رمزيتها، وما سوف يلحق بها من ظلم بعد وفاة ابيها النبي الكريم (ص). إن المنقول تاريخياً ان الرسول (ص) اخبرها قبل وفاته (ص)، انها (سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين)، وانها اول أهل بیته لحوقا به. وهذا يؤكد اهتمامه بشخصيتها، والتعريف بمقامها السامی في عين الله تعالى، ولكن القوم اضاعوا آية المودة في قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وانتهكوا حرمة بضعة نبيهم، وقد وصف الشاعرالسيد محمد ابراهيم القزويني في ارجوزته حال الزهراء (س) ساعة انتهاك حرمة بيتها والاعتداء عليها:
يا عجبا يستأذن الأمين * * * عليهم و يهجم الخئون
قال سليم قلت يا سلمان * * * هل هجموا و لم يك استئذان
فقال إي و عزة الجبار * * * و ما على الزهراء من خمار
لكنها لاذت وراء الباب * * * رعاية للستر و الحجاب
فمذ رأوها عصروها عصرة * * * كادت بنفسي أن تموت حسرة
تصيح يا فضة سنّديني * * * فقد و ربي قتلوا جنيني
فأسقطت بنت الهدى وا حزنا * * * جنينها ذاك المسمّى محسنا