لستِ قبراً يخالُهُ الحِقدُ صخراً
......................................
يومُ ميلادِكِ الأغرِّ احتواني **** فأرادَ المديحُ حُلوَ المعاني
فَلَيومٌ وُلِدْتِ زينبُ فيه **** جاء بالفتحِ حيدريَّ اللسانِ
إي وربّي والقولُ ليس جُزافاً **** إنكِ المجدُ يرتقي كلَّ آنِ
واستبقْتِ الخلودَ أنتِ مُناهُ **** فحباكِ المخلَّدُون التهاني
سِبطةُ المصطفى وبنتُ عليٍّ **** فاطمُ الأُمُّ فخرُكِ الحَسَنانِ
حسبُ ذكراكِ زينبَ الطُّهرِ درساً **** علّمَ المؤمنين وقعَ البيانِ
طابَ درسٌ أبقى صَداهُ دُهوراً **** شعلةَ الطفِّ واعتناقَ التفاني
والفدا بالنفوسِ حفظاً لدينٍ **** غالَهُ الجاهلونَ عُهرُ الزمانِ
فاستباحوا تراثَ أحمدَ بُغضاً **** لإمامٍ أُعجوبةِ الأزمانِ
وارتقى مِنبرَ النبيِّ قرودٌ **** كانَ قرّادُها صريعَ الغواني
غاب قرآنُنا.. أُضيعَ حديثٌ **** فإذا الدينُ شِرعةُ السَّكرانِ
زينبُ اليومَ شأنُها مثلُ أمسٍ **** إذْ أذلّتْ شماتةَ السَجّانِ
وأطاحَتْ بعرشِ طالبِ ثأرٍ **** من بني أحمدَ الأمينِ المُصانِ
وأقامتْ بكلِّ أرضٍ عزاءً **** للحسينِ المُقطَّعِ العطشانِ
واستدامتْ بكربلاءَ خطاباً **** صاحَ بالصِّيدِ: أصرِخُوا أركاني
لستُ قبراً يَخالُهُ الحقدُ صخراً **** بل عطاءٌ مِن حضرةِ الرحمنِ
نحن أهلُ التُقى عرينُ الغيارى **** مبتغانا كرامةُ الإنسانِ
وثرى الرَّمسِ عندنا ضَوعُ مِسكٍ **** فاح من طيبِ جنّةِ الرضوانِ
تلكُمُ زينبٌ كريمةُ بيتٍ **** أهلُها الطُّهْرُ جاءَ في القرآنِ
قبرُها واحةٌ تسُرُّ البرايا **** وإلى رِفدِها تَتُوقُ الأماني
فاز زُوّارُها وطابُوا مقاماً **** خاب أعداؤها أمامَ العَيانِ
فسلامٌ على العقيلةِ دوماَ **** زهرةُ الشامِ نبعةُ الإيمانِ
------------------
للشاعر الأديب: حميد حلمي زادة
إقرأ أيضا: زينب الكبرى في ذكرى ولادتها الميمونة.. مثال في الوعي والعلم والمعرفة