وقد جاء في كلام أمير المؤمنين عليه السلام ما يبلغ الغاية في بشاعة الظلم والتنفير منه، كقوله وهو الصادق المصدق من كلامه في نهج البلاغة: "والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت".
وهذا غاية ما يمكن أن يتصوره الانسان في التعفف عن الظلم والحذر من الجور واستنكار عمله. أنه لا يظلم نملة في قشرة شعيرة وإن أعطي الأقاليم السبعة.
فكيف حال من يلغ في دماء المسلمين وينهب أموال الناس ويستهين في أعراضهم وكراماتهم؟
إن الظلم من أعظم ما حرم الله تعالى، فلذا أخذ من أحاديث آل البيت وأدعيتهم المقام الأول في ذمة وتنفير أتباعهم عنه. وهذه سياستهم عليهم السلام، وعليها سلوكهم حتى مع من يعتدى عليهم ويجترئ على مقامهم.
وقد تكاثرت الآيات والأخبار بذمه والتحذير منه:
قال الله تعالى: (إنه لا يفلح الظالمون) (الأنعام:21)
وقال جل اسمه: )إن اللّه لا يهدي القوم الظالمين) (الأنعام:144)
وقال في محكم كتابه: (واللّه لا يحب الظالمين) (آل عمران:57)
وقال عز وجل: (إن الظالمين لهم عذاب أليم) (ابراهيم:22(
وقال تعالى: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا) (يونس:13)
وقال تعالى: (ولا تحسبن اللّه غافلاً عمّا يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) (ابراهيم:42)
وقال سبحانه: (ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به، وأسرّوا الندامة لمّا رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون)( يونس:54)
وقال رسول اللّه (ص): (من أصبح لايهم بظلم غفر اللّه له ما اجترم)
وجاء في دعاء الامام السجاد (ع):(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَ لا أُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلدَّفْعِ عَنِّي، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ الْقَادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنِّي، وَلا أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدَايَتِي، وَلا أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعِي، وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدِي).